أقول لكم ...... هيا بنا نحزن .........!!!!!!!؟ الجزء الثاني و الأخير

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد:
حياكم الله أحباب منتدانا الغالي و أصحاب هذا المنبر العالي المتعالي في صباح سرمدي ملأه الحيوية و النشاط على ضوء الشمس اللافح إشعاعها و الحار لهيبها لا دواء له في رأيي إلا غطست في بحر دافئ أو غوص في مسبح بارد يروي الغليل و يشفي العليل ..... و إلى تكملة الموضوع الذي حشوته بكل عبارات الأسى و النكد فأرجو أن تتحملوا ثقلي قليلا لتعرفون المراد بعد ذلك فهيا بنا على بركة الله يا خلان لنكمل موضوع الأحزان:
أقول لك إحزن عن كل لحظة مرت من حياتك لم تستفد فيها شيئا قبل مماتك .... عن كل هنيهة خسرتها من زمن عمرك لم تحصل فيها فائدة تذكر .... عن كل ثانية و لا أقول دقيقة في سنك ذهبت أدراج الرياح و كأنها سرقت منك لم تتذكر في ثناياها بأنك لم تنجز إنجازا و لم تقدم خدمة جليلة لربك و نفسك و لغيرك من أمتك...
أقول لك إحزن عن كل معصية ارتكبتها في حق ربك العفو الغفور الحنان المنان لم يسعفك الحظ في استدراك التوبة و الإنابة منها حال وقوعك فيها .... لم تستشعر و أنت تغشى هذا الفعل المنكر العظيم عظمة إلهك الذي يحيط بك و من حولك في سرك و علنك .... لم تستطع أن تتغلب على نفسك و الشيطان...
أقول لك احزن عن كل اساءة في حق نفسك و جسدك فكنت بذلك من الذنبين لروحك بأن ألهيتها عن كامل وظيفتها التي من أجلها نسفت فيك ألا و هي العبادة و رب العزة يقول " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " فملأتها بدل ذلك هم و غم أو لهو و لعب و الكل في الهوى سوى .... كما كنت من المسيئين في حق جسدك الذي استأمنك عليه ربك و لكنك خنت الأمانة فأغرقتها في الشهوات و الملذات المحرمات كما يغرق البحر الخضم بأمواجه العاتية الجاريات....
أقول لك احزن لعدم كف شرورك عن الغير و إحجام فعلك في حقهم للخير و هذا الغير إما أن يكون صديقا فرطت أو أفرطت في صداقته فكان لك إما كارها أو مملا أو أن يكون جارا لم تعط له كامل ميراثه النبوي و أجحفته في النصاب و إما غريبا لم توفي له حقوقه الكاملة من معاملة الغريب ككف النظر إلى المحرمات و الحرمات و الإبتعاد عن سوء الأخلاق و المعاملات و إما في حق غيرك الذي كان من المفروص أن تحافظ عليه و كأنك أنت هو و هو أنت يعني كما تحافظ على نفسك من الإحترام و التوقير اللازم و الملازم لهذا المقام سواء أكان ذكرا أم انثى و اعلم يا صاحبي رحمني الله و إياك أنه كما تريد أن يعاملك الناس عليك بمعاملتهم و رحم الله من عرف قدر نفسه ليعرف الناس لنفسه قدرا.....
أقول لك إحزن عن كل تفريط أدركك و أنت مفرط في واجباتك الدينية من صلاة و صيام و آداب عامة و خاصة قد لا يعود الزمان - و لن يعود - لتعويض ما فات و إحياء ما قد مات و تدارك تلك العبادات بما فيها من أفعال و نيات ..... ليعود وقت - و لن يعود - أيان ما تقاعست عن تلبية النداء و المنادي ينادي " حي على الفلاح " فأبيت عندها إلا المفارقة و الخسران ... و المنادي ينادي " حي على حسن الأخلاق " و لكنك أبيت إلا أن تصم الآذان و عنه تهوى الفراق .....
أقول لك إحزن ..... لأنني لن أزيدك فوق هذه الكلمات في لقائنا هذا كلمة أخرى .... أقول لك إحزن لأنني سأغادر المكان و أفارق الزمان ..... أقول لك إحزن و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.