المحاكمة العسكرية...!!

...المحاكمة...
إنه لمن فرط السذاجة وشدة الحمق والبلاهة أن نعتقد أن محاكمة رؤوس الخيانة وبيادق العمالة ستبث على المباشر على إحدى القنوات العمومية،وقد رأيت البارحة الكثير من الناس قد شككوا في الأمر وخالجت الريبة نفوسهم بعد أن خاب أملهم في مشاهدة ولو مقتطف من المحاكمة،فأما البث المباشر فهو مستحيل ولا يقدم عليه إلا أرعن متهور إذ لا يعقل أن النخبة التي خططت لسنوات حتى أحبكت هندستها ورافقت الشعب طيلة سبعة أشهر وحفظت أمنه وأمانه أن تكون من الحماقة بقدر يسمح لها ببث مباشر لما في الأمر من خطر على أمن الدولة واستقرارها،ذلك أن كلمة باطل من ماكر مثل السعيد أو التوفيق كفيلة بأن تدخلنا في دوامة من الفوضى والخراب،وقد لا تقوم لنا من بعد ذلك قائمة،ويكفي أن يقول أحدهما أن قائد الجيش قد اقتحم القصر وعزل الرئيس وزور استقالته،ولنا أن ننظر إلى قول كهذا كيف ستلقف الخبيثة وحلفاؤها،وستشن حربا على الجيش باسم القانون الدولي وأعرافه،هذا احتمال من عديد الاحتمالات ومختلف السيناريوهات،وحتى لقطات مسجلة فإن في ذلك شيئا من الخطر على الدولة وأمنها القومي،ولنفرض أنهم نفوا وقائع التهم،فإن هذا يفرض على القضاء أن يواجههم بالأدلة والقرائن حتى يصدق الشعب ويطمئن،والأدلة حسب المتداول هي تسجيل صوتي فيه حوار يدينهم بالتآمر والخيانة،وحتى هذا التسجيل فإنه لا يجوز للشعب الإطلاع عليه لما في الأمر من مساس بهيبة الدولة وهتك لأسرارها وخباياها،وإن للسلطان هيبة وللملك سطوة تمنع أن يخوض في أسراره حتى خاصة القوم فكيف بعامتهم،ونظرا لطبيعة التهمة وهي التآمر على سلطة الجيش فإنه وجب على قائد الجيش أن يمنع العالم كله عن مصير الخونة والمتآمرين إذا ثبت ما يدينهم،وأي دولة أو منظمة احتجت فعليها أن توفد من يطلع على الأدلة،وإن الذي وجب أن يعلمه العالم كله من هذه المؤامرة هو الحكم عليهم وأقله الإعدام،ولم تسقط المحروسة منذ فجر التاريخ إلا بطعنات الظهر ومؤامارات الغدر في زوايا القصر،ومن عهد سيفافص إلى زمن الناس هذا،وهم أصل البلايا وسبب الرزايا،وقد انكشف أمرهم وفضح مكرهم وظهر خبثهم،وسنقطع دابرهم ونمحق مكرهم فنحن أسود الغابة ولا نخشى البشاعة،لأننا ولدنا من رحم القناعة،فلا عزاء عندنا اليوم لظالم،ولا رحمة لخائن،ولا فناء لثائر.
.سنقاوم حتى ننتصر.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
تحيا الجزائر ولاوعزاء للزواف الخونة