nadir4rpc عضو نشيط
عدد الرسائل : 498 العمر : 35 واش تسيبورتي : اتحاد الجزائر البلد : المهن : الهواية : المزاج : كيف تعرفت علينا؟ : جوجل دعاء : نقاط : 51034 تاريخ التسجيل : 09/02/2011
| موضوع: قانون الطوارئ الرباني .. التدمير الجمعة أبريل 06, 2018 10:05 pm | |
|
عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ "
ثُمَّ قَرَأَ رسول الله قوله تعالى من سورة هود: "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ "
/رواه البخاري ومسلم/ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثير من الناس اليوم غافلون وتغطي بصائرهم غشاوة دنيوية لا تجعلهم يرون حقيقة ساطعة وهي أننا في الأيام التحضيرية لموسم هلاك الأمم و أخذ القرى الظالمة. العالم اليوم لا تكاد تفصله إلا شعرة واحدة عن الولوج في سنوات ( العذاب الأكبر ) كما يسميها القرآن الكريم، أو سنوات (غضب الرب ) كما تسميها التوراة، أو سنوات ( الضيق العظيم ) كما سماها المسيح عليه السلام، أو الثلث الثاني الأكثر سواداً من فتنة عامة غبراء مظلمة سماها النبي عليه الصلاة و السلام بفتنة ( الدهيماء ) أو المحطة (الشرقية ) من الدهيماء كما سماها كعب الأحبار، أو الفتنة (الحالقة ) كما سماها البروفسور حذيفة بن اليمان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل الأحجارالآن تأخذ مواقعها (و تشيّد قواعدها) على رقعة الشطرنج الأرضية مربع المَلك موجود حالياً في الشام، و الحركة القادمة ستكون عند نهر الفرات قبل أن تنتقل إلى مربع الجزيرة . مدة اللعبة القصوى هي 20 سنة منذ صافرة البداية التي كانت كلعب الصبيان .. و ما أن ينقضي الشوط الثالث من الدهيماء حتى تكون كل معارفنا الحالية الجغرافية و الاحصائية عن قارات العالم وسكانه لا قيمة لها، وعلينا أن نرمي كل كتب الجغرافيا في سلة المهملات ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأنه – بعد انجلاء ظلام الدهيماء– سيكون عالم جديد جغرافياً و ديموغرافياً و سياسياً قد بزغ. وفي خريطة العالم الجديد لن تكون أمريكا أو بابل العظيمة التي تقع على المياه الكثيرة موجودة على الخريطة أصلاً، اللهم إلا بضع جزر متناثرة تحمل على متنها من شاء الله لهم النجاة أما الصين في خريطة العالم الجديد فلن تكون هي الدولة الأولى في عدد السكان، ولن تكون الهند الدولة التي تطاردها حثيثاً في المركز الثاني لأنه " تقوم الساعة و الروم أكثر الناس "
أما بالنسبة للدب الروسي فسيكون قد دفن معظم جسده في قرقيسيا عند نهر الفرات الذي أوشك أن ينحسر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيحدث هذا و أكثر منه؛ لأنه في ظلام الدهيماء ستقع ثلاث أحداث كونية عظام : 1- حرب هرماجيدون أو حرب كنز الفرات 2- الحرب البيولوجية أو الموت الذي كعقاص الغنم 3- الكوكب ذو الذنب و ما يتبعه من دخان مبين ولكن .. أين العرب يومئذ ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العرب في المشرق و المغرب سيكونون يومئذ - من حيث العدد - قليل ، و جلهم في الشام بعد كسر الحدود وزوال اسرائيل
أما بالنسبة لصريح العرب في الجزيرة العربية فلن يكونوا أفضل حالاً لأن المحطة الثانية (الشرقية) من قطار الدهيماء والتي تخبط الجزيرة برجلها و بيدها وتحدث فيها الفتنة الحالقة ستنجلي وصريح العرب أقل من القليل ، وكذلك هو الحال بالنسبة لصريح الفرس وشعوب ايران و بالنسبة للمصريين الذين أعجبتهم كثرتهم فسيكونون في ذلك الوقت من الشعوب شبه المهددة بالانقراض
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن المفارقة العجيبة أن دور من تبقى من العرب من حيث التأثير و النفوذ الدولي العالمي سيكون كثير، بل وكثير جداً، وليس غثاء كما هو دورهم اليوم رغم كثرتهم فأرض وطننا العربي الشاسعة المقسمة حالياً الى 22 قفصاً من أقفاص سايكس بيكو ستكون مجرد جزء بسيط من خلافة اسلامية عالمية تمتد من جزر المالايو شرقاً حتى الاطلسي غرباً مروراً بالهند و آسيا الوسطى و تركيا و البلقان و ايطاليا.
أما لغتنا العربية التي تكلم بها الله ؛ فستعود لغة العولمة الروحية في زمن خليفة الله. و سيتكلم بها و يتواصل بها شعوب العالم من غير العرب، وتدرس بها العلوم في مدارس و جامعات الزمن القادم
في ذلك الزمن القريب .. سيتمنى الأحياء الأموات ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن يبقى السؤال لماذا خلال السنوات القليلة القادمة لن يبقى بيت من العرب أو العجم الا وتملئه الدهيماء ذلاً و خوفاً ؟ لماذا سيصيب جميع أمم العالم جانب كبير من الهلاك حتى لا يبقى من سكان الأرض إلا الثلث أو أقل ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السبب الحقيقي : وهو ما يعنيني الحديث عنه في هذه السلسلة التي نتحدث فيها عن قوانين الله هو أن العالم صار قرية صغيرة فعلياً و ليس نظرياً وصارت التشريعات الأرضية الظالمة و الانظمة الفاسدة في زمن العولمة المادية تقريباً موحدة أو متشابهة في كل بقاع العالم لذلك القوانين الإلهية المتعلقة بهلاك القرى صارت تنطبق على كل قرى الأرض وبشكل متسارع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا /الإسراء:58 / ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاحظوا في هذه الآية ظرف الزمان ((( قبل ))) يوم القيامة ، و ليس عند يوم القيامة فدمار المدن سيحدث قبل فترة من قيام الساعة و تحديداً قبيل عودة الخلافة ولاحظوا وجود قرى لن ينالها التدمير (((قبل ))) يوم القيامة ، لكن سيصيبها بلاء و عذاب شديد
أما الساعة – والله وحده هو العالم بموعدها – فإنها ستنهي الحياة كلها على الأرض وتنسف الجبال نسفاً ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذه الآية - وعلى العكس مما قد يعتقد البعض- فإن الله سبحانه لا يخبرنا عن مشيئته أو إرادته بهلاك القرى في آخر الزمان، لأنه سبحانه لا يريد للقرى الهلاك ، فهو سبحانه يريد لنا أن ننجح جميعاً في امتحاننا الدنيوي الله خلقنا أصلاً ليسعدنا و يرحمنا، و أعد للناجحين منا في امتحان الدنيا القصيرة مالا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر في عالم الخلود
مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147( / النساء/ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) / الاعراف/ وَمَا كَانَ رَبّك لِيُهْلِك الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلهَا مُصْلِحُونَ / هود/ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بل إن الله وعدنا بجنة مصغرة على الأرض إن نحن أصلحنا و اتبعنا الهدي الرباني كمجتمعات أو كأمة، و فهمنا حقيقة الحياة الدنيا كما فهمها السلف الصالح وعدنا الله أنه سوف ينصرنا ويمكّن لنا و يستخلفنا في الأرض كما استخلف الذين من قبلنا و يبدلنا من بعد خوفنا أمنا
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإذا كان الوضع كذلك فما المقصود بهذه الآية التي يخبرنا فيها الله أن معظم القرى ستهلك في نهاية الزمان ولن ينجو من الدمار التام الا القليل؟
وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذه الآية يكشف الله لنا جزءاً من علمه الغيبي
إنه يخبرنا فقط أنه في زمن العولمة – في زمن : لو دخلوا جحر ضب لدخلتم وراءهم - سوف يعم الفساد و تطغى معظم القرى في الميزان و ترتكب ما يوجب عليها الهلاك و التدمير، وأن تلك القرى التي ستنجو من الهلاك والدمار سيصيبها العذاب الشديد لأنها نالها شيء من غبار العولمة . وسيحدث هذا الهلاك الجماعي لأن القرى الكبرى تجاوزت قوانين الله في هلاك الأمم بكل وقاحة و ظلم .
فما هي القوانين الإلهية المسطورة في كتاب الله و المتعلقة بهلاك القرى والتي تجاوزتها جميع القرى تقريباً في آخر الزمان و استحقت عقوبة الدمار؟
ماهي الاسباب الموجبة للعقاب التدميري في قانون الله؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قانون الله هناك ثلاثة أسباب عامة لهلاك القرى بغض النظر إن كانت مسلمة (اسمياً ) أو كافرة، أي أن هذه الاسباب الثلاثة الأولى يشترك بها الجميع
وهناك ثلاثة أسباب أخرى اضافية خاصة فقط بانحرافات أمة محمد تحديداً فيكون المجموع ستة أسباب أو موجبات للدمار خاصة بالمسلمين (اسمياً ) أو بمن كانوا مسلمين ، من بينها ثلاثة أسباب عامة يشتركون فيها مع غير المسلمين . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد يبدو هذا الأمر للوهلة الأولى غريباً نوعاً ما و لابد أن الكثير منكم يستغرب أن موجبات الهلاك الخاصة بالمسلمين في قانون الله هي ضعف موجبات أو اسباب الهلاك لغير المسلمين
أليست أمة محمد مرحومة ؟ ألا يفترض ذلك أن تكون الاسباب الموجبة لهلاك القرى الكافرة أكثر منها من الاسباب الموجبة لهلاك القرى التي تنتمي للإسلام ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن تعجبكم سيزيد عندما تعلمون أن السبب السادس للهلاك خاص بالعرب فقط من أمة محمد تحديداً ، وقد يبدو هذا السبب للبعض أنه أمر عادي أو سبب لا يتوجب ان تكون عقوبته الهلاك وهذا السبب يتعلق ... باللغة العربية .
من أجل ذلك .. أي من أجل وجود 6 اسباب من موجبات الهلاك تشمل العرب في قانون الله و 5 اسباب للمسلمين و 3 اسباب لغير المسلمين ... فإن العرب هم أول الناس هلاكاً
أوَّلَ الَّناسِ هَلاَكًا الْعَرَبُ ، ثُمَّ أهْلُ فَارِسٍ. / أخرجه الامام أحمد في مسنده /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و عبارة (أول) الناس هلاكاً تعني أن هناك ثاني و ثالث و رابع حتى آخر الناس لكن العرب هم الذين سيلعبون المباراة الافتتاحية ضد أهل فارس من مونديال الهلاك الجماعي ** طبعا لابد أن أذكر أن هناك أحاديث أخرى ذكرها نعيم بن حماد و الطبري و ابن عساكر تقول ان أهل فارس هم أول الناس هلاكا ثم العرب على إثرهم الا بقايا في الشام
لكن يبقى السؤال الأهم هو: ماهي الاسباب الستة الموجبة للعقاب التدميري في قانون الله ؟ و ماهو السبب السادس الذي يجعل العرب هم أول الناس هلاكاً ؟ أو من أول الناس هلاكاً ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد سبق و قلت أن العقاب الإلهي الحليم الخاص بالجماعات و القرى يكون – عادةً - عقاباً على مرحلتين:
المرحلة الأولى : هي مرحلة البلاء أو التأديب، أو مرحلة الْعَذَابِ الأدنى والمرحلة الثانية: هي مرحلة الفناء أو التدمير، أو مرحلة الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ
وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الأدنى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ /السجدة/ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحلة العذاب الأدنى أو العقاب التأديبي قد تطول، و يتجلى الله فيها باسمه اللطيف الحليم حيث يعطي الناس الفرصة تلو الفرصة لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
ويكون العقاب - عادةً - من جنس العمل ، وبما كسبت أيدي الناس، وذلك كي يسهل على القرى و المجتمعات الظالمة و العاصية فهم طبيعة معصيتها كي تتوب منها، وكي يفهم العصاة أن العقاب نتيجة لما عملوا و تتاح لهم فرصة الرجوع
فإن لم ترجع المجتمعات العاصية عن عصيانها و استمرت في الطغيان و التجاهل و التكذيب ؛ فتطرفت عمودياً او أفقياً في ظلمها ؛ عندئذٍ تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة الطوارئ ، أو مرحلة العذاب الأكبر والتي سيكون فيها العقاب التدميري .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في العقاب التدميري يتجلى الله فيه باسمه العزيز الجبار ولا يكون - عادةً - العقاب القاصم من جنس العمل ، وانما يتجلى فيه مكر الله، و يؤتى الحذر من مأمنه . وهذه المرحلة لا تطول كثيراً ، وفي معظم الأحيان تكون خاطفة، لأن الغاية من العقاب ليس رجوع العصاة و انما التدمير
ولكن .. ولأن رحمته سبقت غضبه سبق الله مرحلة التدمير بعلامات و آيات يعلمها و يفهمها - فقط – أصحاب البصائر .. يفهمها فقط قوم يعلمون.
وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) /النمل/ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي أنه قبل أن يحق الهلاك لابد من البيان " لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ " /الأنعام: 131/
لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ / الانفال/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و بعد أن يأتي البيان الذي – كالعادة - سيتجاهله معظم الناس يأتي مكر الله سبحانه وتعالى في تنفيذ الهلاك ، وهناك أسلوبان لتنفيذ العقاب التدميري : الاسلوب الأول : هو الاستدراج أي أن يمكر الله بهم ، فيستدرجهم و يفتح عليهم أبواب كل شيء : من أراض زراعية خضراء ، أو مياه وفيرة ، أو تجارة رائجة ، أو صناعة متقدمة ، أو قوة عسكرية باطشة ، أو رفاهية وثورة اتصالات ، أو تقدم تكنولوجي ، أو حتى .. جبل من ذهب .
بمعنى آخر : يمدهم في طغيانهم ، حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذهم بغتة بعقاب قاصم وهم في سكرتهم الدنيوية.
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و الاسلوب الثاني : أن يأتي العقاب التدميري بشكل تصعيدي و دون استدراج . ويحدث هذا عندما يكثر الظلم و الخبث بسرعة و بشكل صارخ فيتطرف العصاة و الظلمة كثيراً (سواء أفقياً أو عمودياً ) ، ويكثر التألي على الله ، و انتهاك حرمة المقدسات ، فيستحلون الحرام و يحرمون الحلال في تحدي وقح للفطرة فيقلبون الميزان أو يحطمونه بشكل أرعن
أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) / الاعراف/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذن : مهما كان الاسلوب المتبع في تنفيذ الهلاك يبقى السبب الأول لهلاك القرى سواء كانت مسلمة ( أسمياً) او غير مسلمة هو: الاصرار على الفساد، و ((عدم الرجوع )) بعد العقاب التأديبي ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) / الروم / ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السبب الثاني : هو الظلم الله سبحانه و تعالى قد ينصر القرية الكافرة التي تقيم العدل على القرية المسلمة التي يتفشى فيها الظلم وَمَا كَانَ رَبّك لِيُهْلِك الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلهَا مُصْلِحُونَ / هود/ وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ( 59) / القصص /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك صيغ متعددة للنفي في اللغة العربية : أشدها قوة صيغة ما كان لـ يفعل ، و أسمها صيغة : نفي الشأن أي ليس من شأن الله أن يهلك قرية إلا و أهلها ظالمون فإذا تفشى الظلم في المجتمع و صار الأقوياء يأكلون حقوق الضعفاء ، وإذا كان القضاة خونة ، والسجون لا يزج بها الا الصالحون بينما يرتع اللصوص و المجرمون في المناصب العليا. ؛ فهذه اشارات قوية لاقتراب العقاب التدميري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السبب الثالث كثرة الخبث و التطرف بالفسق و الترف
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا استحلت أمتي خمساً فعليهم ((( الدمار ))) :
1- إذا ظهر التلاعن : أي صارت الشتائم و السباب ، والكلمات البذيئة تسمع في كل مكان و تملئ الصفحات
2- وشربوا الخمور.. تونس التي تعتبر بلد مسلم سني بنسبة تصل تقريبا الى 99% من السكان هي أيضا من أكثر البلدان في العالم استهلاكا للخمور ، وتم تشريع تجارة و تصنيع الخمور
3- ولبسوا الحرير: والمقصود لبس الرجال للحرير ، وفيه اشارة الى زمرة المتحولين جنسياً ، و المخنثون و المتشبهين بالنساء ، وارتداء كثير من الذكور الملابس الأنثوية
4- واتخذوا القيان : أي المغنيات ، والمقصود هو كثرة المعازف و المطربين و المطربات و الانشغال ببرامج تفريخ أهل المغنى
5- واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء : أي زمرة المثليين جنسياً ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاحظوا أن النبي عليه الصلاة و السلام قال : إذا استحلت أمتي خمساً (( فـعليهم )) الدمار لاحظوا استخدامه لضمير الغائب في كلمة ((عليهم)) لم يقل النبي صلى الله عليه و سلم : على أمتي ..أو عليكم ..أو علينا .. وهذا يعني أنه صلى الله عليه و سلم تبرأ من الذين كانوا يوماً ما من أمته عندما استحلوا هذه الأمور الخمسة و أي مراقب يستطيع أن يرى أن أمة محمد استحلت حتى الآن أربعة من موجبات الدمار وبقي الخامسة فقط ... التي بدأت و تزداد سريعاً هذه الأيام .. واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء .... و بعدها ...علينا الدمار .
يقول رسول الله صلى الله علية وسلم :
لا تقوم الساعة حتى ترضخ رؤوس أقوام بكوكب من السماء باستحلالهم عمل قوم لوط / الديلمى /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، لَا تَنْقَضِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَتَّى يَقَعَ بِهِمُ الْخَسْفُ وَالْمَسْخُ وَالْقَذْفُ " قَالَ: وَمَتَى ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: 1- " إِذَا رَأَيْتُمُ النِّسَاءَ رَكِبْنَ السُّرُوجَ : أي قيادة السيارات و المركبات 2- وَكَثُرَتِ الْمَعَازِفُ : و حفلات المجون و الطرب مرتبطة بالترف و الفسوق 3- وَفَشَتْ شَهَادَاتُ الزُّور : سواء في المحاكم أوفي الاعلام الذي هو أصلاً فن صناعة الكذب وشهادات الزور 4- وَشُرِبَتِ الْخَمْرُ لَا يُسْتَخْفَى بِهَا، وَشَرِبَ الْمُصَلُّونَ فِي آنِيَةِ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، 5- وَاسْتَغْنَى النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ، وَالرِّجَالُ بِالرِّجَالِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاسْتَدْفِرُوا وَاسْتَعِدُوا إِذَا هَوَى الْقَذْفُ مِنَ السَّمَاءِ "
/الألباني ، حديث حسن/ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاحظوا أن جميع العلامات التي توجب الدمار و القذف من السماء هي أمور لها علاقة بالترف و الفسق وهو تصديق قوله تعالى :
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) /الاسراء/
الأسباب الثلاثة السابقة : 1- الاصرار على الفساد وعدم الرجوع بعد التأديب 2- و الظلم 3- و كثرة الخبث و الفسق و الترف هي أسباب هلاك القرى بشكل عام لكن هناك أسباب اضافية خاصة بأمة محمد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السبب الرابع : نبذ سنة النبي عليه الصلاة و السلام فترك سنة النبي عليه الصلاة و السلام هو من موجبات الهلاك يقول الله تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33) / سورة الأنفال/ وأنت فيهم ، يعني وسنتك مطبقة فيهم بعد موتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فعندما تهجر الأمة السنة الحقيقية للنبي عليه الصلاة و السلام تقريباً في كل شيء ما عدى ربما سنته في تعدد الزوجات ، أو دخول الحمام أو في القشور و المظاهر عندئذ يتوجب على الأمة الهلاك. فأين هي سنة النبي في طريقة الحكم و الشورى ؟ أين سنته في الاقتصاد و ادارة أموال الدولة ؟ أين سنته في الرحمة و التكافل الاجتماعي؟ أين سنته في العلاقات الخارجية ؟ أين سنته في تخطيط المدن ؟ أين سنته في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؟ أين سنته في التعليم ، وفي الصحة ، وفي الرياضة ، و في تربية الأولاد؟ يقول النبي عليه الصلاة والسلام: " وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السبب الخامس : ترك الجهاد من موجبات هلاك أمة محمد هو ترك الجهاد الذي هو رأس سنام الاسلام ، وتحول مفهوم الجهاد بفعل اعلام الدجال الى ارهاب يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم:
إذا تبايعتم بالعِينة ، واتبعتم أذناب البقر ،وتركتم الجهاد في سبيل الله ؛ • أي إذا انشغل المسلمون بالتجارة القائمة على الربا و ركزوا على الزراعة و الاستقرار و تركوا الجهاد بالزروع سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم
• أي عند ذلك يسلط الله ذلاً على المسلمين لا يرفع إلا إذا عادوا الى الجهاد الذي هو رأس سنام الدين ..فإذا لم يرجعوا كان نصيبهم الدمار؛ وهذا ما حدث للأندلسيين
و هو على وشك الحدوث مرة أخرى في هذا الزمان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السبب السادس : تحقير ما عظمه الله هذا السبب هو الذي سيجعل العرب هم أول الناس هلاكا .. السبب الذي سيجعل العرب يخرجون من مونديال هلاك الأمم من الدور الأول كما هي عادتهم في البطولات الرياضية الله سبحانه وتعالى أنزل رسالته الأخيرة لكل الأمم باللغة العربية ، ويكفي العرب تكريماً أن لغتهم هي لغة الوحي الأخير سيدنا عمر يقول : تعلموا العربية فإنها من الدين
لذلك فإن نشر و تعليم اللغة العربية هو مسؤولية العرب في المقام الأول وليس مسؤولية الترك أو الألمان أو غيرهم فعندما يقصر العرب في هذه الأمانة يكونون قد حقروا ما عظمه الله وعندما يرطنون باللغات الأعجمية الناقصة و يذرون لغتهم الكاملة يكونون قد حقروا ما عظمه الله و عندما يتشبثون بلهجاتهم القبلية و المناطقية و يستخدمونها في التعليم و الاعلام و يذرون اللسان المبين فإنهم يحقرون ما عظم الله
و عندما تدرس جامعاتنا الطب و الهندسة وسائر العلوم بلغات الاوربيين الهمج الذين كانوا قبل بضعة قرون فقط مجرد تلاميذ صغار لأجدادنا نكون نحقر ما عظمه الله.
اللغة العربية ليست لغة لاهوتية ، ليست لغة متاحف و تراث إنها لغة علم ودين و حضارة و حياة و ينبغي أن تعود للحياة إن أراد العرب الحياة
من أجل هذا أجد أنه من العدل أن يكون أول الناس هلاكاً هم العرب لأن العرب - في مرحلة الحكم الجبري- هم أكثر الناس تقصيراً في نشر الرسالة السماوية الأخيرة
| |
|