nadir4rpc عضو نشيط
عدد الرسائل : 498 العمر : 35 واش تسيبورتي : اتحاد الجزائر البلد : المهن : الهواية : المزاج : كيف تعرفت علينا؟ : جوجل دعاء : نقاط : 51034 تاريخ التسجيل : 09/02/2011
| موضوع: ربما يؤرقك ما يحدث... الأحد مارس 11, 2018 4:02 am | |
|
ربما تؤرقك أنّات الأطفال الجائعين في غوطة دمشق و بقية المدن المحاصرة و ربما تفزعك مشاهد الذبح و انهار الدم التي تسفح يوميا في الشام و قد تبكيك صور أشلاء الأطفال المتناثرة على أرصفة حلب و حمص و الرقة و دوما و ربما تشعرك مشاهد العظام الناتئة من جلود الأسرى في سجون الجوع و التعذيب الأسدية بالخجل من إنسانيتك أو بالمرارة و العجز أو تشعر بالقهر و القرف و أنت ترى حثالة الناس و أكثرهم رذالة و نذالة و فسقاً يحتلون القصور الرئاسية أو يتحكمون بمصير الشعوب ، أو صاروا نجوم المجتمع و وجهاءه و أبطال الثورة و الجهاد لكنك ، بكل تأكيد سوف يتملكك الإحباط و أنت تطالع أرقام ضحايا الحرب و الثمن الباهظ الذي دُفع في الثورة السورية 7 مليون مشرد ، مليون قتيل ، و مئات آلاف السجناء و الأسرى المعذبين ، ومئات آلاف الجرحى و المعاقين و اليتامى و الأرامل و عشرات الآلاف من القرى و المدن والمساجد و المواقع الأثرية كلها دُمرت و أبيدت و دكت دكا لا بد أن تسأل نفسك وآنت تقرأ و تسمع و تشاهد كل هذه الفظائع لا بد أن تسأل نفسك وأنت ترى الأرض قد امتلأت ظلما و جورا
أين الله من كل هذا ؟
لكن الحزن سرعان ما سيأسرك و أنت تسمع كل أمراء الحرب يتكلمون باسم الله الكل يقتل باسم الله والكل يشبّح باسم الله
هناك من يقطع الرؤوس باسم الله وهناك من يعتقل و يأسر و يعذّب و يحرق ويسرق باسم الله
وهناك من يدمر المدن بالبراميل كي يبقى في الحكم بمباركة من آية الله العظمى و حزب الله وفوق هؤلاء و هؤلاء هناك من يحرك الخيوط من وراء المحيط ، ويدفع شعوبا يائسة إلى الموت لأنه شعب الله
هل الله سبحانه وتعالى مع كم الموت هذا ؟ و من هو المسلم من بين كل هؤلاء الذين يتحدثون باسم الله ؟
هل الله سبحانه و تعالى مع الشرق أم مع الغرب ؟ مع الأنظمة الحاكمة أم مع الشعوب ؟ مع المفتي حسون أم مع العرعور أم مع البغدادي ؟ هل الله مع السنة أم مع الشيعة ؟ مع حزب الله أم جيش الإسلام ؟ هل الله مع الدولة الإسلامية أم مع جبهة النصرة ؟
و هل الله يعلم ما يحدث في الشام من قتل و فساد و سفك دماء؟ و هل ما يحدث الآن هو شر مطلق ؟ بكل تأكيد الله يعلم .
و هل يستقيم إيمانك بالله أصلا إذا توهمت أن الله لا يعرف ما يجري على هذه الأرض من قتل و تشريد ؟ و هل يستقيم إيمانك إذا شككت ولو للحظة واحدة أن الله لا يعلم ما يحدث الآن من جور و فجور ومن سلب ونهب ؟
الله عز وجل يقول ﴿ وما تسقط من ورقة إلا هو يعلمها ﴾ فما قولك بسقوط صاروخ لا يبقي ولا يذر !
و هل يستقيم إيمانك بالله إذا توهمت أن الله لا يقدر أن يقصم ظهر الظالمين الذين ينكلون بالعباد ؟
والله سبحانه و تعالى يقول : ﴿وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً ﴾
هل يستقيم إيمانك بالله إذا توهمت أن الله لا يعنيه ما يجري في هذه الأرض وهو القـائــل:
﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴾
وهو القائل: ﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾
هل يستقيم إيمانك بالله إذا توهمت أن أعداء الله يستطيعون أن يفعلوا شيئاً ما أراده الله، وأنهم يستطيعون أن يتفلتوا من عقاب الله؟
وهو القائل: ﴿ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ ﴾ ومعنى ( سبقوا ) أي فعلوا شيئاً ما أراده الله، ومعنى ( لا يعجزون ) أي لن يتفلتوا من قبضة الله .
إذن كل ما حدث، و كل ما يحدث ، و كل ما سيحدث لم يخرج عن إرادة الله ، و هو من ضمن خطة الله و خطة الله استوعبت خطة أعدائه لحكمة بالغة عرفها من عرفها ، و جهلها من جهلها
الشيخ محمد راتب النابلسي عنده مقولة تملأ قلب المؤمن غنىً ، و سعادة ، و طمأنينة ، و ثقة بالله هو يقول
كل شيء وقع أراده الله و كل شيء أراده الله وقع و إرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة ، و الحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق
ماذا يعني أن كل شيء وقع أراده الله ؟
أي: مستحيل و ألف ألف مستحيل أن يقع في ملك الله ما لا يريده الله ، من شأن الإلوهية ألا يقع في ملكه إلا ما يريد
إذاً : كل شيء وقع لمجرد أنه وقع فقد أراده الله ، وكل شيء أراده الله وقع
و إرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة
وهذا يعني أن الذي وقع لو لم يقع لكان نقصاً في حكمة الله والذي وقع لو لم يقع لكان ضعفاً في حكمته
إذا إرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة ، والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق.
أي أنه في حيز الواقع لا يوجد شر مطلق أبداً ، هناك شر بالظاهر
أي شر نسبي ، أما الشر المطلق وهو الشر من أجل الشر فلا وجود له في كون الله
ما لم نفهم قضاء الله وقدره بهذا الفهم فنحن بعيدون عن الإيمان ، فكل شيء وقع فيه خير مطلق ، علمه من علمه وجهله من جهله.
مثال عن الشر النسبي في القضاء و القدر ، خرق سفينة مساكين يعملون في البحر هو شر في الظاهر
لكن هذا الشر (الظاهري) هو أفضل من أن يصادرها الملك الظالم الذي يأخذ كل سفينة سليمة غصبا
و الأم الرحيمة الواعية تسمح بحقن طفلها الرضيع بإبرة اللقاح الذي يحتوي على سلالة ضعيفة من الجراثيم المميتة كي تقوي جهاز مناعته و تحفز جسمه لإنتاج أجسام مضادة تجعله مستعد لمقاومة أي هجمة حادة في المستقبل من نفس الجرثوم الذي اخذ لقاحا ضده
الأم الرحيمة تسمح بإختراق ابرة اللقاح لحم ابنها الغض رغم ما تسببه وخزة الإبرة من ألم موضعي و رغم ما يسببه التطعيم أحيانا من ارتفاع درجة حرارة و أعراضا أخرى
هذا كله في الظاهر شر نسبي لكنها تعرف أن هذه السلالة الضعيفة جدا او الميتة من الجراثيم المحقونة في جسد الطفل ستقوي مناعته و تحصنه
و عندما تعرف أن الله الحكيم اصطفى الشام لتكون هي مسرح الأحداث و ساحة العمليات في ملاحم آخر الزمان ستفهم حينئذ أن الله لا بد أن يعد هذه البلاد و يعطي (بعض ) أهلها اللقاح الضروري لإستقبال هذا الحدث العظيم و الجلل
فحلب التي تمطر بالبراميل هي ساحة الملحمة الكبرى و الغوطة الجائعة المحاصرة ستحتضن فسطاط المسلمين يوم الملحمة
وهما أكثر منطقتين يعاني أطفالهما و تم توثيق استخدام أسلحة الدمار الشامل ضدهما
هل نسينا أن الرسول -عليه الصلاة و السلام - وصف الملحمة بأنها مقتلة لم ير مثلها ؟
لذلك لا بد أن ينشأ جيل جديد - لم ير مثله - يعرف منذ الآن من هو العدو الحقيقي ، دون أن يخدعه دجل الإعلام ، أو تفتنه الشعارات البراقة يجب أن ينشأ جيل جديد صلب لم ير مثله ، لم يقتله برد المخيمات ، ولم يكسره جوع الحصار ، ولم تحطمه الصواريخ و القذائف
فلن ينصر المهدي فتية لا يجيدون في الحياة سوى العاب الكومبيوتر و التسكع في الحارات ، و الدردشة على الإنترنت
و عندئذ ربما تفهم ماذا كان يعني الرسول عليه الصلاة و السلام بحديثه
"إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم "
و لماذا كان يحث أصحابه الى اللحاق بالشام في اوقات الفتن
يقول سيدنا عمر:
"ليس بخيركم من عرف الخير، ولا من عرف الشر، ولكن من عرف الشريَّن، وفرق بينهما واختار أهونهما"
| |
|