اعتذر لنفسك عن الغياب
ليس ضرورياً أن تكتب توضيحاً، عندما تبعد عن الفيس بوك، والواتس آب، وتويتر، والنت عموماً، وكذلك بعدما تنقطع فترة قصيرة كانت أم طويلة وتعود. لا تتأسف عن الانقطاع وعدم التواصل، فأنت بذلك تقوم بأمر طبيعي وجميل وصحي أندى ما يكون.
اخرج نفسك من دائرة اللايك والشير والكومنت، والداون لوود والتغريدات، والهاش تاق ومسابقات الصور المحسنة بالفوتوشوب والحياة الخيالية، التي تفتقر إلى النبض الحي والنظرة الطبيعية، التي تقرأ منها الرفض والقبول والاعتذار والغضب، ومجمل خبايا النفس التائهة.
تنفس هواءً طبيعياً في الشارع، وانظر لفقير في يديه جنيه، قدمه لمن هو أفقر منه بابتسامة رضا، حينها امسح على كتفه بلايك طبيعي وصادق، فهذا أنفقَ ليثقل ميزانه، ونحن أنفقنا لتنشيط خدمة النت، وبين الكفتين يختلف الإنفاق.
اختلس نظرة من خلف أسوار إحدى المستشفيات، لترى من أتعبهم المرض، وأرهق أهلهم ضيق الحال، وشح المعينات، ونقص الأدوية والخدمات. وتذكر أننا نتنقل بين صفحات النت، وهم يتنقلون من عيادة إلى عنبر إلى مجهول.
اتصل بصديق قديم، باعدت بينكما المسجات المختصرة، والإيموشنز المكررة، واجلس معه بدون ترتيب لحوار، فالحديث يأتي بدون استدعاء.
عاتبه على الغياب، وسيسامحك عن الانقطاع، احك له عن خطواتك المستقبلية، وسيقدم لك من تجاربه الماضية، فالصاحب ساحب، والصديق متكئ.
الدقيقة التي نقضيها في انتظار رد على الماسنجر، ستكون مورقة، لو بدأنا بها فكرة أو قصة أو عمل.
فاللحظة المناسبة لن تأتي ما دمنا ننتظرها، فكل وقت هو المناسب، إذا أيقنّا تماماً بما نملك.
الأمر في خيارين، إما أن نسجن أنفسنا دائماً في قضبان عالم خيالي نفترضه كما نهوى، ولا نعلم حقيقته. أو اليقين التام بأن الحياة هي ثقتنا بما نملك، وإن فشلنا مرة أو مرتين، ووقت، حساباته كومنت في ابتسامة الأهل، ولايك من عيون الأصحاب، وشير على صفحة الواقع.