ﻟﻤﻦ ﺳﺄﺯﻭﺝ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ؟
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺼﻤﺖ .. ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﺑﺎﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺨﺘﺎﺭﻩ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺻﻬﺮﻩ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ..
ﻭﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ، ﻧﺎﺩﯼ ﻭﺯﯾﺮﻩ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﯿﻼً ﺍﻟﯽ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﻟﻴﺒﺤﺚ ﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺎﺏٌ ﻗﺪ ﻓﻀّﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺟﺎﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﻮﻡ ..
ﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﺤﻆ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ، ﻗﺮﺭ ﻟﺺٌ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ
ﻟﻴﺴﺮﻕ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺳﺮﻗﺘﻪ .. ﻓﻮﺻﻞ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﺟﻨﻮﺩﻩ ..
ﺭﺃﯼ ﺍﻟﻠﺺُّ ﺍﻟﺒﺎﺏَ ﻣﻘﻔﻼً ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻥ ﻳﺘﺴﻠﻖ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻭﻳﻘﻔﺰ
ﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ..
ﻭﻓﻲ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺑﺤﺜﻪ ﻋﻦ ﺷﻴﺊ ﺛﻤﻴﻦٍ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ ، ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎً ﻭﻛﺄﻥ
ﺃﺣﺪﺍً ﻳﻔﺘﺢُ ﺍﻟﺒﺎﺏ ..
ﺗﺤﯿّﺮ ﺣﯿﻨﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺣﻼً ﺇﻻ ﺍﻥ ﻳﻤﺜّﻞ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﻠﻲ ..
ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻘﻔﻼً ﻓﻔﺘﺤﻮﻩ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻥ
ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺷﺨﺼﺎً ﻳﺼﻠﻲ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ : ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺸﺪﺓ ﺷﻮﻗﻪ ﻟﻠﺼﻼﺓ ، ﻟﻌﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻘﻔﻼً ﺗﺴﻠﻖ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻭﺩﺧﻞ .. ﺃﺣﻀﺮﻭﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ
ﺻﻼﺗﻪ ..
ﻭ ﺍﻟﻠﺺ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺻﻼﺓٍ ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻷﺧﺮﻯ،
ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﯾﻨﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﯿﻪ ﻭﻳﺘﻌﺠﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻘﻮﺍﻩ ﻭﺗﻌﺒﺪﻩ .. ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﻣﺮﻫﻢ
ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﺍ ﻻﻧﺘﻬﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﻤﺴﻜﻮﺍ ﺑﻴﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﺪﺀ
ﺑﺮﻛﻌﺎﺕ ﺍﺧﺮﻯ ..
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ، ﻓﺄﺣﻀﺮﻭﻩ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ .. ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺳﻤﻊ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﺻﻠﻮﺍﺗﻪ ﻭﻣﻨﺎﺟﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻠﺔ .. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
- ﻟﻌﻠﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻣﻨﺬ ﻣﺪﺓ ، ﻭﻟﺘﻘﻮﺍﻙ ﻭﺍﻳﻤﺎﻧﻚ
ﺳﺎﺯﻭﺟﻚ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺍﻣﻴﺮﺍً ..
ﺑُﻬِﺖ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻌﻪ ﺍﺫﻧﺎﻩ .. ﺃﻧﺰﻝ ﺭﺃﺳﻪ
ﺧﺠﻼً ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ :
ﺍﻟﻬﻲ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺍﻣﯿﺮﺍً ﻭ ﺯﻭﺟﺘﻨﻲ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﮏ ﻟﺼﻼﺓ ﻣﺰﻳﻔﺔ ﺗﺼﻨﻌﺘﻬﺎ ..
ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺪﻳﺘﻚ ﻟﻮ ﺃﻧﻲ ﻋﺒﺪﺗﻚ ﻣﺨﻠﺼﺎً ﻣﺆﻣﻨﺎً ... ؟
ﻭ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ....... ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﻮﻟﺔ:
ﺍﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺧﻴﺮﺍ