أنا الأنثـى أيها الرجـل فاستـمع كلماتى ،
أفـرح بالحب كالـطفـل الصغـير ،
كالـزهـرة المكسورة أحياهـا الـربيع ،
الحبُ سـر ضعفى ،
سر تغـيـّرى و هيامى بـالحياة ،
أنـا الأنثـى و ليس سواىّ يصيـح بـها ،
كلمة تحيينى ،
كلمة تكسرنى ،
كلمة تنسينى ماض بأكمله ،
كلمة تفـتـح أمامـى ألف عـمر من الأمانى العِـذاب ،
أتظاهـر بالصمود كثيـراً و أنـا الـحصاة فى بيداء الـحياة ،
تردعـنى أنوثتى و يمنعنى كـبريائى ، و قـلبى لا يسكـنه إلا الحب ،
آه لو اقتـحم الحبُ حياتـى ، يكشفـنى شوقى العـنيد ،
تفـضحـنى نظراتى الـهادئة و إبتساماتى الصامتة ،
أحب السماء و الطيور و النجوم و ما وراء الـكون كله ،
أودّ لو أعـانق أستار السحاب و ألامـس الأفـق بأناملـى ،
و هكذا أنـا لو أنـّى عـشقت ،
تـرى الكون يـدق حولى نـغّـماً و إشتياقـاً ، كـريشة خفّـاقـة هائمة تحملـها الـدنيا عالياً إلـى غـير رجـعة ،
تـرانى لا أخشى المستحيل ، لا يرهبـنى الـقدر ولا تستهويـنى تخاريفـه،
أنا الأنـثى أيها الـرجل ، فاستمع كلماتـى
لا تحاول خوض أى حرب ضـدى حـتى لا تجلس يوماً لـتـنـشدَ ألحان الـهزيمة و الإنكسار ،
لا تحاول أن تـقهر قـلبى حتـى لا تلتهـمك سـهامُ كبريائى المحرقـة و تـرميك وحيداً فى غـياهـب الحسرة و الضياع ،
أوَ تدرى و قـد غاب نبـضى و استذلّ طريقـى ،
يكفيـك تمايـلاً و تجاهلاً ،
إنـّى لا أريد إلا خوفـك يـحتوينـى و صدرك يرعانـى ،
إننى الأنثى و ليس سواىّ ينـطقـها ،
قلبـى مرهون بالحب ،
كبريائـى جبل لا يـفـتـته إلا الـحب ،
لو مات قلـبى ألف مـرة فلا يحييـه إلا الـحب ،
حين أعشقك ، حاول ألاّ تخسرنـى ،
فـمن خسر حب فـتاة مخلصة فـقـد خسر الدنيا و ما فـيها ،
أنا الأنثـى أيها الـرجل ،
يطـول كتمانـى و هم لا يشعـرون ،
أنـاجـى همومى لمرآتـى الـتـعِـسة ، لقلادتـى المهلهلة ، لـعـطرى الـفائـح ، لوسادتـى الملطـّخة بالدموع ، أحاكيها فى كـتـيـّب صغـيـر و تظل حبيـسة السطور ،
أضاحك صديقاتـى الطائشات و أطوى عذابـى ببعـض الإبتسامات الواهمة،
أتمادى فـى سعادتـى و جنونـى و قلبـى ينفـطر وجـعاً و هـيامـاً ،
و ُأخـال نفسى أسـعـد الفـتيات ،
أتحمّـل كـثيراً يا رجـلاً ولازلت صنـماً لا تـحسّـنى ،
أتألّـم كـثيراً و أنت لا تشعر ولا تـعـبـأ ،
أنوثـتى تحـتـضر و مازلت تحتـقر دموعـى ،
أعـطـيك كل الـفـرص كى تجرحنى و أسامحـك ،
و لكن احـذر ،
إن رحـلـت يوماً فـلا تحاول البحث عـنـّى ،
أنا الأنثـى أيها الرجل ،
لو أدركـت مـقـدار قـلبى و مشاعـرى ،
لتمنيت أن تكون شمسى إذا غـَرُبت الدنيا ، و قـمرى إذا أظـلمت الدروب ، و نسيمى إذا خالـط الغبار أطراف رمـشى ، و لـوددت أن تسقـينى ملء الـوجود خـوفاً و إهتماماً ،
أنا الأنـثـى أيها الرجل ،
إما أن تسعـدنى فـتسعـد و إما أن تجرحنى فـتموت ندماً ،
قلم /
عـبـدالـرحمـن مـحـمـود