أيها القلم....أنت حقاً خير رفيق
جلست أتأمل ماحولى وأدقق النظر جيدا ثم أخذت فى تأمل نفسى فدخلت الى
أعماقى وشعرت بضيق صدرى لأننى لم أجد حولى من أشكو اليه هذا الضيق وأخذت فى
البحث ولكننى لاأستطيع التحدث
واستقر بى الحال ان أذهب لغرفتى وأغلقت من ورائى الباب وجلست ومازلت اشعر بالضيق اشعر بالنفور من هذه الحياة
فبحثت عن القلم فهو خير رفيق لى وامسكت به وشعرت وكانه يعلم مابداخلى وسمعته يسألنى ماذا ألم بك وماذا أصابك
فتحررت من قيودى وأخذت فى التحدث اليه
فشكوت اليه ضعف نفسى وقوتى
فسألنى لماذا ضعفت قواك؟؟؟
فجاءت اجابتى اشعر بأن قوة البشر تفوق قوتى واننى لا أقوى على الصمود امامهم
فأجابنى لهذا فضلت الانسحاب فورا وبلا مقاومة؟؟
فأجبت انى قاومت كثيرا الى أن نفذت كل الحيل ولم يبقى غير الاستسلام فهو أفضل من الهزيمة
فأجاب ظننتك أقوى البشر بقلبك المحب وصدرك الرحب
ظننتك أخيرهم بلسانك الطيب وعملك الصالح
ظننتك أطيبهم برحمتك الضعيف ومسامحتك للمسىء وعفوك كلما استطعت العفو واعتذارك ان أسأت
ظننتك أعلمهم بقلمك الحر وشجاعتك فى المواجهة والنقد ووقوفك بجانب الحق
فبعد كل هذا تضيق ذرعاً بهم وتقبل بالتنازل؟؟
قلت له نعم فمن يفعل كل هذا فى وسط هذا الزمان الغادر ووسط هؤلاء
البشر لايجد مكاناً بينهم ولا يجد سوى القسوة والكراهية والعنف فلابد له من
ان يخضع
فأجاب بعنف من أنت؟؟
أهذا الذى أراه امامى هو ذلك الشخص الذى كان يقول
دوما سيستمر الخير مهما كثر الشر
أين المبادىء والقيم؟؟أين الأخلاق التى تتحدث عنها دوما؟؟
أهى شعارات زائفة وكلاماً تطرب به الأذان لتتجه اليك اصحابها بالتقدير والاحترام
أين تطبيقك لها؟؟؟
فأجبت وقد هبطت دموعى صدقنى لم اتنازل فقط هم من أجبرونى على الاستسلام
لماذا تحاكمنى ولا تحاكمهم؟؟
لقد أصبحت انت مثلهم تهاجم المظلوم وتترك الجانى
تحاسبنى لخضوعى ولا تحاسبهم لمقابلة الحسنة بالاساءة
لقد أصبحت لاأعلم من المسىء ومن الذى يستحق الهجوم
اذا تحدثنا عن المبادىء يقولون لقد زالت
واذا تراجعنا عنها وتركناها يقولون لقد تنازل عن مبادئه فلا تصدقوه بعد ذلك
قل لى أنت مادمت تعترف بأنك صديقى ورفيقى نتمسك بها ام نتركها؟؟
فأجاب وقد احسست بأن قلبه يعتصر من الحزن
اننى لا أجبرك على الاستمرار من اجلهم
ولكنى فقط أريدك دائما أفضلهم
أريد ألا يعانا غير مؤدب وقوفهم بجانبك او فرارهم مبتعدين عنك
ولكن اريد ان يعانا غير مؤدب أين انت من الخالق
أأنت فى رحابه وقربه؟؟؟ أم أنك بعيدا عنه؟؟
فقط ان احسست بقربك لرب العرش العظيم ستشعر بحلاوة الايمان فى قلبك
وعندما تشعر بحلاوة الايمان سيزداد تمسكك بالاخلاق والقيم
ليس لارضاء نفسك فقط ولكن لارضاء ربك اولا
فاذا رضا الله عنك سيدخل حبك الى القلوب جميعا
وستشعر وقتها بجمال الحياة وتكون قد فزت بالدنيا والآخرة
ووقتها لن يعانا غير مؤدب البشر فى شىء
لأن الله معك دائما فقد ملأ صدرك بحبه وهو القادر على ان يملأ قلوب البشر بحبك
أحسست وقتها وكأن الجليد قد ذاب
وكأن النيران المشتعلة قد أنطفأت وكأن قلبى قد انشرح وابتهج
فقد ذهب الضيق تماما وحلت مكانه السكينة والاطمئنان
وشعرت بأنه من اقترب من الله فقد نال كل شىء وستبقى السعادة هى عنوانه
ومن ذهب بعيدا عنه ولم يتأدب بأدب القرب فقد خسر الدنيا ومافيها وسيبقى الحزن فى قلبه دوما
فأشكرك ايها القلم العزيز فقد أحسست بشكواى التى لم يشعر بها البشر
الذين يمتلكون القلوب التى تنبض داخلهم فقط كى تستمر حياتهم لا ليشعروا بها