ما أجمل تلك الروح !!! هنيـــــئاً لها..
إحدى الفتيات كانت غارقةً في المعاصي ..
بعيدةً عن شاطئ الطمأنينة ..
ثم منّ الله عليها بنور الهداية ..
كانت كثيرة البكاء فهي تخاف من عقاب الله وعذابه ..
تعلم أن النـــار
بعيد قعرها .. شديد حرها
مؤلمة أغلالها .. محرقٌ زقومها
كانت تتأمل هذا كله مع قوة الجبار سبحانه ..
فهي تعلم أن بطشه سبحانه شديد وأنه قد يقبضُ روحها في أي وقت ..
عزمت تلك الفتاة على أن تحفظ كتاب الله جل وعلا ..
وبدأت حتى مَنَ الله عليها بحفظ أغلب القرآن ..
ودخل عليها شهر رمضان فعاهدت نفسها أن
لا ينتهي هذا الشهر المبارك إلا وقد ختمت ما تبقى من كتاب الله سبحانه وتعالى ..
وفي يومٍ ..
وفي يوم من أيام رمضان المبارك بدأت الأسرة تستعد للإفطار ..
صعدت الأم إلى غرفة ابنتها ورأتها تقرأ في كتاب الله وتحفظه ..
فقالت : يا بنيتي لو ساعدتني في إعداد طعام الإفطار ،
فقالت تلك الفتاة الصالحة لأمها : ائذني لي يا أمي أن أُكمل وردي من كتاب الله لهذا اليوم وبعد لحظات سأنزل لأساعدك في المطبخ ..
نزلت الأم ..
وهي فرحة مسرورة يوم أن رزقها الله بفتاة ..
همها الله والدار الآخرة ..
ليس همها
الغناء ..
ولا القنوات الفضائية ..
ولا الموضات .. ولا الزينة .. ولا الماكياج ..
لا !!
همها الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة ..
انشغلت الأم وبقية الأسرة في إعداد طعام الإفطار
واجتمعت الأسرة حول مائدة الطعام وتكامل العدد سوى تلك الفتاة المؤمنة
نادوا عليها .. يا فلانة يا فلانة ،
لم تجب أمهلوها قليلاً ومضى الوقت لم يتبقى
إلا القليل ليؤذن المؤذن لصلاة المغرب .. صعدوا إليها دخلوا غرفتها نادى المؤذن
الله أكبر
الله أكبر
دخلوا عليها وجدوها مضجعة على فراشها
والمصحف على صدرها وقد فاضت روحها إلى بارئها وهي صائمة في شهرٍ فضيل
عجباً لتلك الأرواح !!
عجباً لتلك القلوب التي تعلقت بربها سبحانه وتعالى !!
ذاقت حلاوة الإيمان يوم أن عصت الشيطان وآمنت بالرحمن ..
هنيئاً والله هنيئاً لكل تائبٍ وتائبة
هنيئاً والله لكل عبداً وآمة أقبل على االرحيم سبحانه وتعالى
وودع حياة اللهو والمعاصي ..
نقــــــلاً عن فضيلة الشيخ (( محمد الصاوي ))