كثيرا ما نخلط ..بين الحب الوهم..
فنعشق وهماً مختبئاً ..في خيالنا..
نعطيه اسماًً..وجسماً..لشخص ما..
ونزينه بأوهام ..وصفات ليشبهه..
ونغمض أعيننا ..ونفكر فيه..
فتسري في عروقنا قشعريرة..
تمنحنا شعورا رائعاً بالسعادة..
نتخيل ..أن فيه كل ما أردنا..
ونظنه سيعاملنا كما حلمنا..
ويزداد ولعنا به ..وننتظر منه أن يبادلنا الحب ..
ويكون تماماً كما حلمنا وتمنينا..
نتصور أشياء سوف يفعلها..لن يفعلها..
و نحارب لأجله الدنيا ..ومن عليها..
ونتحدى القدر..ونعاند الزمان ..
ونتخلى عن كل من أحبنا بصدق ..لأجله..
وتضيع سنين عمرنا ..ونخوض حروباً..
لندافع عنه ..ونجد له الأعذار ..ونتجاهل كل الأخطاء..
ونتبنى آرائه السخيفة ..وننجذب إلى عالمه الضيق..
وندافع عن مبادئه السقيمة ..وكأنها حقيقة..
ويُعمينا حبنا لهذا الوهم الذي صنعناه..
عن رؤية الحقيقة..
وينتهي الحلم ..ويفتح الواقع المر أعيننا ..
بعد أن فات الأوان..
بعد أن خسرنا كل شيء..
ودفعنا الغالي والرخيص ..
ثمناً ..لوهم ..وخيال..
ونرى حقيقة من أحببنا..
نراه لا يشبهنا..ولا يشبه أحلامنا..
ولم يملك يوماً ..هذه الصفات..
ويصدمنا الواقع البشع ..
الذي طالما تجاهلناه..
فيتسرب الحب ..من قلوبنا..
كما تتسرب حفنة من الرمال من بين أصابعنا..
بهدوء ..وسلاسة ..وسخاء...
ويضحك منا الزمان ..
وتسخر منا الأقدار..
و تسقينا ..من كأس الندم ..مرات ومرات..
فمن أحببناه بات يعذبنا ..
و يستمتع بألمنا..
ويضحك على دموعنا..
ويسخر من ألمنا..
ويتجاهل الحب الكبير.. و يدوس على تضحيتنا بقدميه..
بعد أن أصبحنا في عالمه..سجناء..
فهل نلومه هو ..أم نلوم قلوبنا العمياء..
التي خلطت بين الحب والوهم..
فالحب ليس أن تغمض عيانا غير مؤدب وتحلم بمن تحب..
وترسم الأحلام بقلم من خيال..
ولكن الحب أن يفتح عيانا غير مؤدب من تحب
ويبهرك ويجتذب قلبك ..
فيجعلك بمعاملته الطيبة وصدقه وتفانيه في حبك
تبني أحلامك على أرض الحقيقة..
فيترجم لغة الحب ..من كلمات ..وأوهام
إلى حقائق وأفعال..فيحرك فيك الوجدان ..
بقلم بدرية