إنَ المٌتمعَنْ في حَالِ أٌمَتنا اليًوْم يتأسَفْ كَثيراً علًى ما آلت إليه من سُوءْ على مُسْتوى كل مَيٌادين الحياة تقريباً و النتيجة
إن أردتَ أن تعرفَ حاضرَ أي أمة ومستقبلَها فتحسَّس مجالسَها وأحاديث النّاس ومجالسَهم وحواراتِهم عمّاذا يتحدّثون وما الذي يشْغَلُهم؟ وما هي اهتماماتُهم أو ما الهموم
التي يحملونها؟
همومْ النّاس واهتماماتُهم التي تملؤُهم ويقضُون من أجلها أوقاتَهم ويَفنون أعمارَهم إنما مؤشِّر بارز على حاضر أيِّ أمّة ومستقبلِها، ولهذا فقد نال أصحابُ رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم السّيادةَ والرِّيادَة، لأنّ اهتماماتِهم كانت عالية.وكثيرون منهم يأْتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يا رسولَ الله: دُلّني على عمل يُدخلني الجنّة ويُباعدُني
عن النّار، يا رسولَ الله: ماذا يُنجي العبد من النّار؟ يا رسولَ الله: أَوصني يا رسولَ الله: أي الأعمال أفضل عند الله؟ أسئلةٌ كثيرةٌ تدلّ على اهتمامات تملؤُهم وتملأُ حياتهم.
ولهذا فقد جاء فقراء الصّحابة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يشكون الأثرياء الأغنياء، أتدرون من ماذا؟ لأنّهم سبقوهم بالأجور، فقالوا يا رسولَ الله: ذهب أهلُ الدُّثور
فما الذي يشْغلُنا اليوم ويملأ حياتَنا؟ فمن الُملاحَظ أنّ الذي يهُتمُّ به كثِيرٌ من النّاس هو الحديث عن الآخرين ومراقبتِهم،ماذا كسب فلان؟ وماذا خسر؟
تساؤلات سقيمة تنزل بأصحابها وباهتماماتِهم إلى مكان سحيق وتجعلنا نَدور في دائرة مٌغْلقة لانٌورَ فيْهاَ ولا مَخْرجَى
إنّنا لن نتغيّر، ولن نتحسّن ونرتقي، إلأ إذا ارتَقَيْنا باهتماماتِنا، هناك أمورٌ كثيرةٌ مُهِمَّةٌ ومُفيدةٌ ينْبغي أن تكون داخلَ دائرةِ اهتماماتِنا فإن كنا نعاني مثلا من ظاهرة الجهل
والأميّة والعزوف عن القراءة والكتاب و الكل يعرف ا الأمر، كان علينا أن ينْصَبّ اهتمامُنا في مجالسنا وحواراتِنا ولقاءاتِنا في فضل العلم والتعلّم
وإذا استحضرنا أهميّة تربيةِ الأبناء ينْبَغي أن يكون همٌ الأمِّ كيف تجعل من ابنتِها أُمًّا صالحةً، واهتمامُ الأب كيف يجعل من أبنائه أبناء صالحين ناجحين لأمّتهم وبلدهم نافعين.
بهذا سوف نرقى إلى الأفضل والأحسن والأرقى، فنسعدْ ولا نشقى و نكون أحس قدوة لغيرنا و نجازى بأحسن الأعمال في الآخرة يَوْمَ لا يَنفعٌ مَالاً و لا جاهْ.