حَكْايّا جَمَعَتْهَا الْحُرُوْف ..
وَبَعْثَرَتْهَا مَحَطَّات الْزَّمَن ..؟
قَبْل الْبَدْء
بَيْن الْرُّوْح
وَالْجَمَال وَالْكَلِمَات
خَلَقْت أَنْفَاسِي
وَرَسَمْت
مِن كُل الْكَوْن ذَاتِي
وَجَعَلْت
مِيْلَاد الْاحْزَان
نَاي اغْنِيَاتِي
وَمَلَكْتُ
عُيُوْن الْحُب
الْبَعْض مِنِّي
وَرُتِّبَت لِي
كُل مَشَاعِرِي
وَكُل كَرَارِيْس ذِكْرَيَاتِي
وَجَمَعْت عَنِّي
قِطْعَا مُبَعْثَرَة
مِن اعْمَاقِي
تَبْقَى عَالْقَة كَالْذِّكْرَى
تَرُوْح وَتَغْدُو .. كَأُرْجُوحَة
تُسَامِرُنِي بِكُل رَوَاح وَمَجِيئ
وَكَم هُو
نَبْض قَلْبِك حَبِيْبَتِي
يُوْقِضُنّي دَوْمَا
بِكُل كُل يَوْم أَلْف مَرَّة ..
وَبِكُل مَرَّة أَلْف يَوْم
وَبِكُل سُكُوْن تَنَام فَوْضَى حُبَّك
بِحُضْنِي ..وَبِكُل جُنُوْن
كُنْت أَتَحَدَّى الْجَرَّاح بَاسِمَا
دُوْن دُمُوْع وَأَنِيْن
وَالْآن ..
الْآَن سَيِّدَتِي
أَتَمَنَّى فَقَط
ان تَغِزُوْنِي احَاسِيِسُك
كَوَابِل مِن الْمَطَر
بِشِتَائِي الْهَادِئ الْوَدِيع ..
وَأَنَا كَطِفْل بَرَيْئ
يَتَلَعْثَم بِالْكَلِمَات
لَا يَعْرِف مَايَقُوُل سِوَى
حَبِيْبَتِي !!
يَاغَرِيْبَة مِثْلِي
سَأَتَعَلَّم صَيْد الْحُرُوْف
فِي أَغَبِيّة الْوَجَع ..
سَأُمْسِك الْآَهَة اللَّعِيْنَة
اسْتَدْرْجَهَا حَتَّى تَعْتَرِف بِك
بِانَّك انْت الْمَلِكَة
سَيِّدَة الْقَلْب وَالَّحْب
غَمْرَتِي بِنُوْرِك
كُل هَؤُلَاء الْبَشَر
وَاعْتَذَر
لِكَلَامِي الْمَهْزُوم ..
لِنَزِيف الْمَاضِي
الَّذِي إِلْتَهَم الْصُّمُود
وَصَار يَرْتَوِى كَقَلْبِك
مَن رَائِحَة تُرَاب الْنَّدَم
لَم تَكُن أَمَامَنَا خِيَانَه
وَلَا وَرَاءَنَا عَدُو يَسْرِق
عَنَّا ضَوْء الْشَّمْس
لَم تَكُن بَيْنَنَا مَسَافَة ولاحُدُوّد
لَم تَكُن الَا غُرْبَة
دَاخِل الْنَّفْس تُوَسْوِس
تُكْسَر هَذَا الْوَجْه الْمُتَصَدِّع
تُفَكِّر فِيْمَا لَانُفَكِر فِيْه
تَغْسِل الْحُلُم بِرُكَام جَلِيْد
وَتُعَلِّب الْحُب هَدَايَا لَرَاس الْمِيْلَاد
وَتَجْعَلُه تُحْفَة لِلْنَّظَر
نُغَيِّر بِهَا رُوْتِيْن
الْلِّقَاء وَالْكَلَام ...
هِي الْكَلِمَات
تُنْقِذ الْضَّيَاع مِن نَفْسِه
وَالْقَلْب الْخَالِد بِالْحُب
يَخَاف ظِلِّه
الْكُل يُشْبِه بَعْضُه فِي تَخَاذَل
الْكُل يَلْعَن زَمَن لَيْس زَمَنِه
يَجُر خَيْبَتِه الَى ذَيْل اخِيْه
يَنَام فِي تَفْكِيْر
تَحْت الْعُرْي لَذّات أُخْرَى
وَيَدِه الْسَّمْرَاء
تُرَاقِص عَذْرَاء مَدِيْنَه
لَم يَقْتَحِم حِصْنَهَا عَدُو قَبْلِه
مَفْتُوْن هُو بِالْسَّتَائِر
وَرَفَع الْعُيُوْن الَى بِنْت الْجِيْرَان
حَيْرَان فِى مَرَافِئ الْضَّيَاع
يَسْتَنْشِق الْسَّجَائِر
وَيَتَناحُر دَاخِل نَفْسِه الْانْسَان
خَوْف الْسَّبْي
وَخَوْف ان تُرَاقُب عَيْنَيْه
صَوَّرْتُه بِالْمِرَآة
فَلَايُعْتَرَف بِه
الْانَا كَذَلِك ؟
سَيِّدَتِي .. قِفِي
هُنَا أَطْلَال حُزْنِي
أَطْبِقي كَمَا شِئْت
عَلَى هَذَا الْعُمُر الشَّقِي
ضُمِّي انَفْاسِي بَيْن شَفَتَيْك
كَسْرِي مَابَيْنِي وَبَيْنَك مِن جَلِيْد
احْذِفِي زَمَنا مِن مَرَاثِي أَلَاف الْسِّنِيْن
حَدِّدِي وُجُوْدِي وَالْغَي غِيَابِي
فَانِّي مُبَعْثَر حَد الْجُنُوْن
حَد الْخَوْف ..
حَد
اجْتِرَار
حِكَايَتُنَا
بِالْدَّمْع
وَالْكَلِمَات
و .. و ...
انُثْرِي ذِكْرَيَات الْشَّمْس
وَأَحْلَام الْقَمَر ..
وَحُرُوْف جَمَّعَتْنَا عَلَّى الْحُب
أَنُفْضِي غُبَار الْوِحّدَة وُعُوْدِي
مِن جَوْفَك مِن صَمْتِك
مِن كُل نَبْضَة تُعِيْدُك ..
عُوْدِي فَقَط
فَأَنَا يَاسَيِّدَتِي
بِدَوْنِك مُجَرَّد وَهُم
مُجَرَّد ظَل ..
غُبَار .. أَو رَمَاد حَزِيِن
هُو الْجُرْح
يُعَيِّد الْذِّكْرَى ..
هُو الْنَّدَم يَرْسُم الْفَجْوَة
هُو الْزَّمَن
عَلَى أَنْفَاس الْطُفُوْلَة ..
يَلْعَب بِدُمَّيَتك الْقَدِيْمَة
يَقْطَع ظُفِيرَتِهَا الْمُسْتَعَارَة
يُشَرِّد نَظَرَاتُهَا الْحَالِمَة ..فِي نَظَرَاتِك
ويُرْغِمُهَا عَلَى مَخَاض الْأَلَم
عَلَى التَّوَجُّع حَد نُخَاع الْعَظْم
و .... و .. و ..
وَلَانَّك امْرَأَة
تُوَلِّد مَرَّة وَاحِدَة
مِن جُرْح الْكَلِمَة
مِن تَنْهِيْدَة الْدَّمْعَة
سَأحْتَوَيك شَوْقَا .. وَحُبَّا
حُضُورَا وَغِيَابَا .. بِكُل رُجُوْلَة
وَأَسْجَل لِقَاء ا جَدِيْدا كَهَذَا
وَأَرْمِي بِالْتّيْه
أَوْجَاعِي الْأَخِيرَة .