وجدت حبيــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــبي
ايام كثيرة...مزقت فيها اوراقا...كسرت فيها اقلاما...
تخربت فيها عباراتي...ثارت ملاحمي على نفسي...و نسيت الدفاتر التي كانت تثور عليها...
ضاعت كلماتي....
كتبت و كتبت..و استنفذت الحبر...و الاوراق...
ثم رميت الاوراق...
فما عادت ترضيني كلماتي...
لانها تركض متزاحمة على الاوراق...فتخطئ المعنى...
و هذا ما نتج عن ايام من الصمت..
الرجاء من من يود ان يقرأها...أن يقرأها من البداية حتى النهاية...او الاحرى به ان لا يقرأها ابدا..
وجدت حبـــــيــــبي
كنت هنا ابحث عنه...
بين بشر...او ربما بين ذئاب...
كنت هنا امشط طرقات الحياة...
أذنب...ازّل...اخطئ...
اريده ان يظهر...
ان يركب بساط الخيال و يرحل معي..
الى عالم بعيد عن الدنيا...
او يصعد معي الى السماء...
كنت في كل مكان ابحث عنه...
سميته حبيبي...
ابتدعت لجلاله الف قصيدة...
و رتلت اجمل الاغاني...
تفننت في حب طيفه الذي لم اراه متجسدا..
الا في الاحلام القصيرة...
و دقائق الخيال التي اسرقها من زمن سحقه واقع مرير...
كنت هنا...
احاول ان افعل شيئا لاجله...
كي يأتي فيرى الحب كله....
و الان اتى حبيبي...
او ربما قد كان كل العمر موجودا..
لكني نسيته...
انستني اياه الامي...زلاتي...
انكساراتي...خيبتي...
لكني وجدته...
أأخبركم عن حبيبي...
اه ما اجمله حبيبي..
لقد واساني...حمل همي...
عانقني...
اعطاني حنان الاب و الام...
و سلوى الاخوة...
و وفاء الاصدقاء...
وهبني دون ان اسأله...
صدقني...بل كان هو الصدق بعينه...
اذنبت و اذنبت فسامحني..
لم يعاتبني يوما...بل بالعكس عذرني...
و ظل يعذرني...
اخطئ...و يعذرني...
اسهو عن حبه....و يعذرني...
سامحني...نسي بسعة قلبه اخطائي...
فعدت و اخطأت بحقه...
فعاد بكل رحمة ليسامحني...
و ينسى الى الابد...خطايا نفسي...
اذيته...فصبر علي...
بخلت عليه...فاعطاني...
فانا حبيبته...
لم يلمني او يحملني وزر خطيتي...
بل حضنني عندما اشتقت اليه...
و في اقسى حالات المي...
وجدته قد اخذني اليه...
اه ما اغرب هذا...
قد كان كل العمر امامي...
كيف لم اسلك دربه...و الجأ اليه....
اتركوني اخبركم المزيد عن حبيبي...
فقد كان يعطيني كل يوم عبرة و هدية...
عرفت الأن..
انه هو الذي بعث الدموع في مقلتي...كي يطهرني....
و يبقيني حبيبته...و يسامحني...
عرفت الآن...
انه هو الذي بعث الخوف في قلبي...كي يذكرني...
و يبقي نفسه في ذاكرتي...و يستحوذ وحده على قلبي...
عرفت الآن...
انه هو الذي غار عليي يوما...من اشباح زماني...
و تملكته الغيرة اكثر...عندما حاولت ان احب غيره...
قد كان يريدني له وحده...
فأنا حبيبته...
سقاني من نبعه...
اطعمني من ثماره...
انظروا ما اكرم حبيبي...
اعطاني جمالا فبخلت به عليه...
اعطاني حبا كبيرا في قلبي...
انفقته و انا ابحث عن حبيب...فلم اجد...
فزاد في قلبي حبا...
و اعطاني فرصة اخرى...
كي احبه و اعود اليه...
و انا انفقت حتى فرصي...
كنت غبية...ساذجة...
لم افه حقه...
قابلته بكل انانيتي...
احزنته مني...فسامح...
قسوت عليه...فغفر...
اغضبته...فرحم...
لكن...
قد زرع فيي حبيبي منذ الازل طيبة في القلب...
و زرع في نفسه حبأ شديدا لي...
و بحبه لي...اعادني اليه...
و اليوم...وجدته...
تقابلنا سوية...
جلست انظره بأجفان مغمضة و عيون دامعة...
على سجادة مخمليه صغيرة...
اسدلت على جسدي غطاء بسيطا...جميلا...
الاقيه به...
و حملت بيدي عقدا نقشت بأناملي الصغيرة على كل حبه فيه...
طلبا للصفح منه...
و دعاء صغيرا...
زرفت كل دموعي...امامه...ففهمني...
و وعدني بخلوده...
ان يصفح عني كلما عدت بآلامي و خطاياي اليه...
قال انه يحبني...و صدقته...
فانا لا اصدق غيره...
طبع بصمة الطمانينة في قلبي...
و لم يغادرني...
بل بقي معي...
و وعد ايضا ان يبقى في كل وقت...
يحرسني و يحميني و يصونني...
و لا يبعد ناظريه عني ابدا...
حتى عندما تركت مجلسه....لحقني...
و سالني باسمه الكريم...
ان اخط له قصيدة جميلة...
و لم ادر انها ستكون ارقى قصائدي...
و لم ادر ان عباراتي التي كتبت له ستكون كاثمان اللؤلؤ..
و لم اعرف انني ساجاوز بها حدود السماء...
ليسمعها في عرشه...
ياه ما اكرم حبيبي...
ما احنه...
ما اعطفه...
ما اشد صفحه...
ما اعزه...
ما اجله...
ما اغلاه...
ما اعظمه...
ما ارحمه....
ياه ما اكرمك يا الله...
يا حبيبي الوحيد يا الهي...