ألا يا الله يا عالم .. بما أجهرت وما أخفيت
ألا يا الله تفرجها عليَّه.. يا مسويها
أناظر للزمن نظرة يتيم ما لقاله بيت
أناظر كل ها العالم.. عيوني ما تكفيها
ألملم فرحتي بيدي .. وأنا من فرحتي شديت
ونفسي يوم مات الفرح .. حزني جاء يعزيها
هموم ضيقت صدري .. كثيرة يوم أنا عديت
لقيت الحزن بأولها.. وأوسطها.. وتاليها
حزن ما يفارقني.. معي لا نمت.. أو سجيت
كئيب ما يبي غير السهر.. والنفس يشقيها
دعيت الله .. يصبرني وأنا مما جرى مليت
ونفسي .. يا إله الكون .. نفسي من يراعيها
وش اللي صار في الدنيا.. وش اللي في دنيتي سويت
جاوب يا الحزن أرجوك.. جاوب قلي وش فيها
رجع صوتي يرددني.. يردد كل ما ألقيت
جاوب يا الحزن أرجوك.. جاوب قلي وش فيها
ألا يا ليت.. ألا يا ليت.. ألا يا ليت.. ألا يا ليت
"ولاة الأمر" تاصلهم قصيدة يوم أرويها
تمنيت السعادة تعود.. وأنا والله ما ظنيت
سنيني الماضية ترجع بعيدة عن موانيها
تفتت خافقي والله.. مثلما للصخر تفتيت
دوافير الصدر شبت.. ولكن من يطفيها
إلهي صمت من أجلك.. إلهي لك بعد صليت
إلهي يا إله الكون.. عيوني لا تبكيها
أنا منساق لك ركب الذنوب وها أنا .. حسيت
دخيلك يا إله الكون.. عيوني لا تبكيها
(ست اسنين) بي مرت أنا والهم.. والتنهيت
اثنا عشر عيد.. أنا وحدي سجينة دون أهاليها
وأمي في نهار العيد .. تناديني.. في وسط البيت
وترجع وتذكرني .. دموع العين تهميها
نعمت أول سنيني في جناب الفهد وافي الصيت
مليك العُرب والإسلام وبلادي اللي أفديها
وعشت اللين والشدة ولو قاسيت ما قاسيت
تهون تهون ما دامت حياتي عايشه فيها
وأنا لا زلت طمعاً في سنين وعمر غير ازريت
عسى لي في ذرا عبدالله أياماً أقضيها
وولي العهد سلطان الكرم والخير إذا ناديت
يلبي للضعاف اللي سهوم الوقت ترميها
ألا يا أهل العفو تكفون لا حيه ولاني ميت
ألا يا أهل الكرم والجود فكوا قيد أياديها
أبي درع الحياة ولو نفيتوني ورا تكريت
يكفيني سنين سود في سجني مخاويها
ألا يا الله يا عالم .. بما أجهرت وما أخفي
هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي, نسبة إلى عذرة وهي بطن من قضاعة. شاعر من عشاق العرب, افتتن ببثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية, من فتيات قومه. خطبها إلى أبيها فرده وزوجها من رجل آخر. كان له معها أخبار تناقلها الناس, وقال فيها شعرا يذوب رقة. أكثر شعره في النسيب والغزل والفخر وأقله في المديح. قصد جميل مصر وافدا على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه عبد العزيز وأمر له بمنزل, فأقام قليلا ومات ودفن في مصر, ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنا شديدا وأنشدت:
وإن ســلوي عــن جـميل لسـاعة * * * مـن الدهـر مـا حانت ولا حان حينها
سـواء علينـا, يـا جـميل بـن معمر, * * * إذا مــت بأســاء الحيــاة ولينهـا
وهذة قصيدة مختارة من ديوانة
ديـار ليـلى إذ نحلّ بهـا معـا * * * وإذ نحن منها بالمودّة نطمـع
إلى الله أشكو لا إلى الناس حبها * * * ولا بد من شكوى حبيب يروّع
ألا تتقيـن الله فيمـن قتلـتـه * * * فأمسى إليكم خاشعـا يتضـرّع
فإن يك جثمـاني بأرض سواكم * * * فإن فـؤادي عندك الدهر أجمع
ألا تتقين الله في قتـل عاشـق * * * لـه كبـد حرّى عليـك تقطّـع
فيا ربّ حببنـي إليهـا وأعطني * * * المـودّة منها أنت تعطي وتمنع
وإلا فصبّرني وإن كنت كارهـا * * * فإني بها يـا ذا المعارج مولـع
تمتّعْتُ منها يوم بانـوا بنظـرة * * * وهل عاشـقٌ من نظـرةٍ يتمتّع
جميل
أرى كل معشوقين غيري وغيرها
يلـذان في الدنيـا ويغتبطـان
وأمشي وتـمشي في البلاد كأننا
أسيـران للأعـداء مرتـهنان
أصلي فأبكي في الصلاة لذكرها
لي الويل مـما يكتب الملكـان
ضمنت لها أن لا أهيم بغيـرها
وقد وثقت مني بغيـر ضمـان
ألا يا عباد الله قوموا لتسمعـوا
خصومة معشوقين يـختصمان
وفي كل عام يستجـدان مـرة
عتابا وهجرا ثـم يصطلحـان
يعيشان في الدنيا غريبين أينمـا
أقامـا وفي الأعـوام يلتقيـان
وما صاديات حـمن يوما وليلة
على الماء يغشين العصي حـواني
لواغب لا يصدرن عنه لوجهـة
ولا هن من برد الحياض دوانـي
يرين حباب الماء والموت دونـه
فهن لأصـوات السقاة روانـي
بأكثـر منـي غلـة وصبابـة
إليـك ولكن العـدو عدانـي