نرجو لك الشفاء " !!! :
لم يستطع التلميذ الإجابة عن الأسئلة في امتحان ما , فكتب على الورقة عبارة " أنا مريض " . وعند ظهور النتائج وجد إسمه مع قائمة الراسبين , ووجد أمام إسمه عبارة " نرجو لك الشفاء " !!!.
تعليق :
1-كتابة العاجز عن الإجابة في امتحان ما , كتابته لعبارات مثل " أنا مريض " , " ظروفي صعبة " , " أنا لدي مشاكل " , " ارحموني يرحمكم الله " , " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " , ... وغيرها من العبارات المشابهة ... هذه الكتابة إن أثرت على أستاذ واحد مصحح للإمتحان , فإنها لن تؤثر بإذن الله على 99 أستاذا . وإذا كان هناك تلميذ واحد صادق فيما يقول فإن 10 تلاميذ ربما يكذبون ... ثم إنني أساعد التلميذ الذي أعرفه وأعرف صدقه واجتهاده وأمانته , ولكن كيف أساعد من لا أعرف عنه شيئا ؟! , خاصة وأنا أتحدث عن الامتحانات الرسمية الكبرى ( مثل امتحان البكالوريا ) التي لا يعرف فيها الأستاذ عن هوية صاحب الورقة , لا يعرف شيئا ... ثم إذا ساعدتُ التلميذ بالطريقة المشروعة فإنني أساعده أثناء التدريس خلال السنة الدراسية , وأما أثناء الامتحان فليس عليه إلا أن يعول على الله أولا ثم على نفسه ... وعلى التلميذ أو الطالب ألا ينسى أنه " عند الامتحان يكرم المرء أو يهان " .
2- كتب لي تلميذ على ورقة امتحان البكالوريا التجريبية في العلوم الفيزيائية في نهاية السنة الدراسية منذ حوالي 20 سنة , كتب لي بعد أن ترك الورقة بيضاء تماما " اسألوا لبيبة
( و" لبيبة " كان عنوان برنامج تلفزيوني ثقافي وترفيهي في ذلك الوقت ) , وستجيبكم بدلا عني أنا "... فكتبتُ له على ورقة الامتحان " لقد سألت لبيبة فأجابتني بأنك لا تستحق إلا 00 على 20 ".
3- مما يتصل بالتمارض أثناء الامتحان أقول بأنه لا يجوز شرعا ( حرام ثم حرام ) أن يقدم التلميذ شهادة طبية مرضية تثبت بأنه مريض في يوم ما أو خلال أيام , من أجل إيجاد المبرر القانوني عن غيابه عن امتحان ما , مع أنه في الحقيقة ليس مريضا بل هو في أتم صحته وعافيته ... هذه العادة منتشرة كثيرا في أوساط عامة الناس وكذا في أوساط التلاميذ إلى درجة أصبحت معها أمرا عاديا عند الكثيرين , مع أنها من الناحية الشرعية حرام ومنكر لأنها كذب على النفس وعلى الكون والحياة والإنسان ...
4- لأن أترك ورقة الامتحان بيضاء تماما ( إن لم أستطع الجواب عن أي سؤال ) , أفضل لي دنيا وآخرة من أن أكتب عليها " أنا مريض " , وأنا في الحقيقة لست مريضا ولا شبه مريض .
5- يمكن أن يكون المؤمن بخيلا , ويمكن أن يكون جبانا , ولكن لا يجوز أبدا ( كما أخبر بذلك رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام ) أن يكون كاذبا ... لأن الكذب أخطر من الجبن والبخل ومن كثير من المعاصي من وجوه عدة . وإذا كانت الخمر أم الخبائت , فإن الكذب " أبو الرذائل" للأسف الشديد إن صح التعبير . إن الكذب يجر إلى كثير من الآفات والذنوب والمعاصي والآثام الأخرى . وإذا كنتَ أخي ( أو أختي ) متزوجا ولك أولاد أنا أتمنى عليك أن تربي أولادك على الصدق 10 مرات في الوقت الذي تربيهم فيه على غيره من آداب وأخلاق الإسلام الأخرى مرة واحدة .
6- كن جادا ومتأدبا ومتخلقا في تعاملك مع الغير وفي حديثك معهم , ولكن إن أصررت على السخرية من الغير والاستهزاء بهم فإنك ستجد من يعرض عنك من باب أن الإعراض عن الجاهل هو أحسن جواب له , ولكن ستجد كذلك وحتما من يرد على سخريتك أنت بسخرية مثلها أو أعظم وأمر , فانتبه يا هذا واحذر ...
7- كما أنك لا تريد أن يسخر منك أحد , فلا تسخر أنت من أحد ... ولكن إن أصررت على أن تسخر من عباد الله فسيسخر الله لك ( غالبا ) إن عاجلا أو آجلا في الدنيا قبل الآخرة من يسخر منك . إن سخرت منه مرة فسيسخر منك ربما مرتين .
8- إن أراد التلميذ أن لا يقف عاجزا عن الجواب أثناء الامتحان فليجتهد قبل الامتحان ما أمكنه ذلك . وإذا قيل هذا في امتحانات الدنيا فإن هذا الكلام يقال من باب أولى مع امتحان وحساب الآخرة . وصدق الله العظيم إذ يقول " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " ... وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال " كلكم يدخل الجنة إلا من أبى" ... فقال بعض الصحابة " ومن يأبى يا رسول الله " فقال " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ".
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما , آمين .
__________________