الداعية لبلدها عضو جديد
عدد الرسائل : 34 العمر : 27 واش تسيبورتي : مانسيبورتيش البلد : المهن : الهواية : المزاج : كيف تعرفت علينا؟ : صديقة دعاء : نقاط : 53056 تاريخ التسجيل : 25/05/2010
| موضوع: الثقة في النفس الإثنين يونيو 14, 2010 10:54 am | |
| <H1 align=center>الثقة في النفس بسم الله الرحمنالرحيم
إن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة، وإن الوقوع تحت وطأةالشعور بالسلبية والتردد وعدم الاطمئنان للإمكانات هو بداية الفشل، وكثير منالطاقات أهدرت وضاعت بسبب عدم إدراك أصحابها لما يتمتعون به من إمكانات أنعم اللهبها عليهم لو استغلوها لاستطاعوا أن يفعلوا الكثير،
والناس لا تحترم ولاتنقاد إلى من لا يثق بنفسه وبما عنده من مبادئ وقيم وحق،
كما أن الهزيمةالنفسية هي بداية الفشل، بل هي سهم مسموم إن أصابت الإنسان أردتهقتيلاً.
يقول مونتغمري في كتابه 'الحرب عبر التاريخ': 'أهم مميزات الجيوشالإسلامية لم تكن في المعدات أو التسليح أو التنظيم, بل كانت في الروح المعنويةالعالية'.
والثقة بالنفس لا تعني الغرور أو الغطرسة، وإنما هي نوع منالاطمئنان المدروس إلى إمكانية تحقيق النجاح والحصول على ما يريده الإنسان منأهداف.
فالمقصد من الثقة بالنفس هو الثقة بوجود الإمكانات والأسباب التيأعطاها الله للإنسان، فهذه ثقة محمودة وينبغي أن يتربى عليها الفرد ليصبح قويالشخصية، أما عدم تعرفه على ما معه من إمكانات, ومن ثم عدم ثقته في وجودها, فإن ذلكمن شأنه أن ينشأ فردًا مهزوز الشخصية لا يقدر على اتخاذ قرار،
… مثلاً ،شخص حباه الله ذكاءً لكنه لا يثق في وجوده لديه, فلا شك أنه لن يحاولاستخدامه،
ولكن ينبغي مع ذلك أن يعتقد الواثق بنفسه أن هذه الإمكانات إنماهي من نعم الله تعالى عليهم, وإن فاعليتها إنما هي مرهونة بعون الله تعالى وتوفيهللعبد، وبذلك ينجو الإنسان الواثق بنفسه من شرك الغطرسة والغرور،
وها هوسليمان عليه السلام ـ الذي أتاه الله تعالى ملكًا لم يؤته أحدًا من العالمين، لمامر بجيشه على واد النمل وسمع النملة, فماذا كان رده فيه عليه الصلاة والسلام: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَنِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَصَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل:19].
فمع ثقته بنفسه وبما حباه الله عز وجل من ملك وإمكانات وقدرةعلى فهم لغة الحيوانات إلا أنه عليه الصلاة والسلام لم ينس أن ينسب كل ذلك إلى محضفضل الله ومنته.
أنواع الثقة بالنفس:
أوفق نوعين من أنواعالثقة بالنفس هما هذان النوعان اللذان وصفهما د: بتكين، وهما:
1ـ أولاًالثقة المطلقة بالنفس:
وهي التي تسند إلى مبررات قوية لا يأتيها الشك منأمام أو خلف, فهذه ثقة تنفع صاحبها وتجزيه، إنك ترى الشخص الذي له مثل هذه الثقة فينفسه يواجه الحياة غير هياب ولا يهرب من شيء من منغصاتها، يتقبلها لا صاغرًا، ولكنحازمًا قبضته, مصممًا على جولة أخرى، أو يقدم مرة أخرى دون أن يفقد شيئًا من ثقتهبنفسه، مثل هذا الشخص لا يؤذيه أن يسلِّم بأنه أخطأ وبأنه فشل وبأنه ليس ندًاكفؤًا في بعض الأحيان.
2ـ ثانيًا: الثقة المحددة بالنفس:
في مواقفمعينة، وضآلة هذه الثقة أو تلاشيها في مواقف أخرى، فهذا اتجاه سليم يتخذه الرجلالحصيف الذي يقدر العراقيل التي تعترض سبيله حق قدرها،
ومثل هذا الرجل أدنىإلى التعرف على قوته الحقيقية من كثيرين غيره، وقد يفيده خداع النفس ولكنه لايرتضيه, بل على العكس يحاول أن يقدر إمكاناته حق قدرها، فمتى وثق بها، عمد إلىتجربتها واثقًا مطمئنًا.
ولا شك أن لك من معارفك من يمثلون هذين النوعين منالواثقين بأنفسهم مما يعطيك الدليل الدافع على وجودهما فعلاً في واقع الحياة،
* أكثر الناس لا يثقون بأنفسهم:
فعدد الخارجين على هذينالنوعين المثاليين في الثقة بالنفس يفوق كل تقدير، وأكثرهم يطبعهم افتقاد الثقةبالنفس، فلماذا كان أكثر الناس ضعاف الثقة بأنفسهم؟ يقول عالم النفس الشهير ألفريدأدلر:
'إن البشر جميعًا خرجوا إلى الحياة ضعافًا عراة عاجزين، وقد ترك هذاأثرًا باقيًا في التصرف الإنساني ويظل كل شيء حولنا أقوى منا زمنًا يطول أو يقصر, حتى إذا نضجنا ألفينا أنفسنا كذلك، تواجهنا قوى لا حول لنا أمامها ولا قوة، ويقفلعلينا شرك الحياة العصرية المتشعبة كما يقف الشَّرَك على الفأر، فهذه الظروفالقاهرة التي نخلق ونعيش فيها تترك في الإنسان إحساسًا بالنقص باقي الأثر، ومن ثمتنشأ أهداف القوة والسيطرة التي توجه تصرفات البشر'.
ولعل في هذا الكلامشيئًا من الصحة يتوافق مع قول الله تبارك وتعالى: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً} [النساء:28] وقوله عز وجل: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاتَعْلَمُونَ شَيْئاً} [النحل:78].
وإذا سلك الإنسان طريقه في الحياة آخذًابأسباب القوة والنجاح فإنه يزداد قوة وثقة بنفسه مع الوقت، ومع ذلك فواحدة من اجدىالخطوات في اكتساب الثقة بالنفس أن يدرك الفرد مدى شيوع الإحساس بالنقص بينالناس,
فإذا جعلت هذه الحقيقة ماثلة في ذهنك زايلك شعور انفرادك دون سائرالخلق بما تحسه من نقص،
ولأن الإحساس بالنقص من الشيوع بمثل ما ذكرنا، لذلكيجاهد الناس لاكتساب الثقة بالنفس , حتى يرتفعوا إلى مستوى عالٍمرموق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الربا ثلاثةوسبعون باباً ، أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وإن أربى الربا استطالة الرجلفي عرض أخيه المسلم "
أي أن استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم بالغيبةأو بالبهتان ذنب كبير , أعظم من إتيان الرجل أمه !!
. .. نسألالله العفو والعافية
</H1> | |
|