تتحدث هذه القصة... عن حطاب كان يحطب في الحقل او في البستان....
كان هذا الحطاب يخرج كل يوما فجرا الى الحقل... ويحطب حطبه.... ويبيعه حتى يسد رمق عيشه وعيش عياله.....
وفي احد الايام بينما كان الوالي او الملك كما تسمونه..... كان ينظر من قصره على المدينة ليرى احوالها وحالها.....
وفجاءة ....وضع نظره على الحطاب.... وظل يتابعه يوميا.... حتى رف له قلبه..... وامر حراسه وحاشيته بان يحضروا اليه ذلك الحطاب حتى يكرمه.....
وفي ذلك الحين كان الحطاب مع رفيقه يجلسون بعد طول عناء من التعب والارهاق في قص وجمع الحطب......
وبينما هما كذلك اتاهم الحراس وطلبوا من الحطاب ان ينهض لان الملك يريد رويته.....
فتعجب الحطاب وخاف في باديء الامر وطلب من رفيقه ان يخبر اهله عن ذهابه لطلب الملك .....
فركض رفيقه فازعا خائفا وهو يصيح لقد اخذ حراس الملك الحطاب الى السجن وهو لايعرف ماهو الهدف من طلب الملك للحطاب....
اتى الحراس بالحطاب الى الملك وادخلوه الى قصر الولايه ووضعوه امام الملك.....
وكانت ارجله تضرب الواحدة بالاخرى من شدة الخوف والرعب.....
كيف لا وهو ذلك الانسان البسيط ويقف امام الملك بعظمته وجبروته....
سأله الملك.... ياحطاب كم تجني يوميا من المال.....
قال .. خمسة دراهم مولاي....
.قال وماتبيع ....
اجابه... ابيع الحطب يامولاي.... من اجل عيالي ورغيف عيشي.......
قال له الملك من اليوم سوف تكون انت حطاب الملك وسوف ادفع لك عشرة دراهم......
لم يصدق الحطاب ماسمع..... وقال للملك..... ماذا مولاي.... ممكن ان تعيد لي ما اخبرتني به قبل قليل.....وهو غير مصدق....
فاجابه سوف تكون حطابي وتجلب لي الحطب فقط وسوف اضاعف لك الاجر هل قبلت اجب بسرعة......
فرد عليه الحطاب بدون تردد ولا خوف ....نعم مولاي سمعا وطاعه....
فاجابه الملك اذهب الان .. وهذه عشرة دراهم مني كعربون للعمل..
فرح الحطاب وذهب مسرعا الى رفيقه..... مبشرا بما سمع وراى..... فحدث رفيقه عن ماحصل .....
وعندما سمع رفيقه ذلك حسده وقال له .... ماهذه الدنيا بالامس حطاب بخمس دراهم واليوم حطاب الملك وبعشرة دراهم......
فاجابه..... لاتفرح ياصديقي فالدنيا لاتبقى على حالها مهما وصلت ومهما فعلت (وماتظل هيك)...
استمر الحطاب في عمله الدؤؤب لايام واشهر لا لسنين.......
وعندما راه الملك انه مواضب في عمله..... قرر ان يجعله خبازا للملك....
وفعلا عينه خبازا للملك.... وعندما سمع رفيق الحطاب بالامر..حسده ايضا وقال له....ايه يعني ان الملك ياكل الخبز من يديك والله دنيا....
فأجابه الحطاب لاتفرح ياصديقي وكما قلت لك(ماتظل هيك).....
ومرت ايام وايام.... وايضا كان دؤؤبا في عمله.... ولإخلاصه في العمل قرر ان يجعله طباخا..
وهو كذلك وايضا اتاه رفيقه ليحسده.... وايضا اجابه (ماتظل هيك الدنيا).....
وبعد ذلك وصل به الحال الى ان يقدم الطعام والشراب الى الملك والوزراء على طاولة الاجتماعات واسرار الدولة.....
واصبح ذو شأنٍ لدى الملك..... وايضا صاحبه ياتيه ....ايه والله دنيا .... وذاك يجيبه (ماتظل هيك)......
الى ان اتى يوم كان فيه الوزراء والملك يجتمعون وحائرون حول كيفية احتلال احدى القرى.. وكلما دخلوا الحرب مع تلك القرية قدموا تضحيات جمة بدون اي نتيجة.....
وعندما كان الحطاب يقدم لهم الطعام سمع كلامهم وخططهم عن تلك القرية..... فاراد التدخل.... واعطى للملك خطة جهنمية لاحتلال القرية.....
فرفض الوزراء خطته.... وقالوا للملك كيف تأخذ بخطة حطاب صغير فقير لايعرف من الامور العسكرية شيئاً..... فاراد الملك المغامرة..... وفعلا قبل بخطة الحطاب.... واستهان بكلام الوزراء.... وفعلا طبقت خطة الحطاب .... وحقق الملك النصر وبأقل التكاليف..... فعينه مباشرة وزيرا للدفاع....
واصبح الحطاب وزيرا للدفاع...
واتاه صاحبه ايضا حاسدا.... ورد عليه الاجابة المعروفة.....(ماتظل هيك).....
وبعد ذلك اصبح مستشارا للملك في تسيير امور الدولة....(وماتظل هيك)...
الى ان في يوما من الايام مرض الملك وكان قاب قوسين او ادنى من الموت.... وفي فراش الموت.... كان الحطاب يقف بقربه...... وبينما هو جالس حزين على الملك....
طلب منه الملك ان يكون خليفته في الرئاسة.... وان يكون هو الملك من بعده....
لانه راءه انسان مخلصا ووفيا لارضه ولشعبه..... فرفض الحطاب في باديء الامر..... الا ان الملك امره بذلك.... وفعلا مات الملك.... واصبح الحطاب هو الملك.....هو الملك.... ياه.. والله دنيا....
اتاه رفيقه ... حاسدا ... وقال له......انتظر لاتقل...(ماتظل هيك)....الى اي المراتب تصل بعد...... انت الان الملك.... ولايوجد اعلى من الملك الا الله..... لاتقل ولاتفعل....
فاجابه الحطاب ببرود... نعم يارفيقي (وماتظل هيك)..... فاجابه كيف .....
قال سترى...
وفعلا قام الحطاب .. بأعمال خيرية للشعب وبنى المستشفيات والمدارس للشعب..... حتى فرغ صندوق الشعب وصندوق الامارة من المال.... واصبح شبه فارغ... لانه انسان كان زاهدا للدنيا والتي يعرفها جيدا.... هو كان ملما بعمله ومخلصا... وكان امينا لانه اراد كسب رضا الله سبحانه..... وايضا انه كان يعرف ان الدنيا دوارة ولن تدوم لاي احد...
المهم مرض الحطاب وطلب من رفيقه..... ان يضع على قبره قطعه مكتوبا عليها....(ماتظل هيك)......وفعلا مات الحطاب....... وفعلا وضع رفيقه قطعة على قبره وكتب عليها (ماتظل هيك)..... ولان الشعب يحبه فقد عملوا له قبرا من ذهب.....
وبعد ذلك اتى ملك جديد للولايه.. وكان شرهاً لجمع المال... وفي اول جلوس له على الكرسي طلب من الحاشية ان يعطوه حساب مابقى من مال في صندوق الولاية..... فاخبره المنافقين من الحاشية بان الخزينة فارغة لانه الملك السابق كان قد بذخها على الشعب..... واخبروه ايضا ان قبره الان من الذهب.... فامرهم على الفور بهدم قبره واخذ الذهب منه ... وتساوى قبره مع التراب كان شيئا لم يكن......
واتى بعد ذلك رفيق الحطاب...... وقال حتى في الممات (ماتظل هيك)......والله دنيا..........
ذات يوم كان هناك والي منغمس بالجواري والنبيذ وهو ملك زمانه انذاك.......
وسأل احدى جواريه .... وقال لها ..... ايه ياجارية ما احلى الدنيا لولا الموت.....
فأجابته.... بل حليت بالموت ....
فأجابها....كيف ذلك..
قالت .....لو لم يمت جدك وابيك وجد جدك لما وصلت على ماوصلت عليه الان.... ياوالي.......والله دنيا.......دوارة كدوران الارض